"تافراوت تحتفل.. وآيت منصور تحترق" هكذا عبر جميع من التقتهم جريدة هسبريس الإلكترونية بعد زيارتها واحة آيت منصور بدائرة تافراوت بإقليم تزنيت، إثر الحريق المهول الذي عرفته، زوال أمس الجمعة، والذي استمر إلى حدود زوال اليوم السبت، مخلفا وراءه احتراق حوالي 4000 من أشجار النخيل واللوز والزيتون وسيارة خفيفة، إضافة إلى تضرر جدران ثلاثة منازل تدخل مالكوها لإخماد ألسنة اللهب المحيطة بها قبل انتقالها إلى الداخل. كما تسبب الحادث، الذي تزامن مع تنظيم مهرجان تيفاوين بمدينة تافراوت، في انقطاع التيار الكهربائي والماء الصالح للشرب عن المنطقة إلى حدود هذه اللحظة بسبب الاحتراق الكامل للمحول الكهربائي. واستمرت عملية إخماد الحريق من طرف عناصر الإطفاء، التابعة لثكنات تافراوت، تزنيت وأكادير، منذ الساعة الخامسة والنصف من مساء أمس الجمعة إلى حدود الثالثة من زوال اليوم السبت، مدعومة برجال وأعوان السلطة والدرك الملكي والقوات المساعدة ومصالح المياه والغابات، وبإشراف مباشر من القائدين الإقليميين للوقاية المدنية والدرك الملكي بتزنيت. وفي تصريحات متطابقة لجريدة هسبريس، ثمنت ساكنة آيت منصور المجهودات الجبارة، التي قامت بها عناصر الوقاية المدنية في عملية إخماد الحريق طيلة الليلة الماضية، إلى جانب السلطات المحلية، في شخص رئيس دائرة تافراوت وقائد أفلا إغير ورجال الدرك والقوات المساعدة والمياه والغابات. في المقابل عبر المتحدثون ذواتهم عن استيائهم من التفاعل السلبي للمنتخبين والمسؤولين الترابيين بعمالة تزنيت، الذين لم يكلفوا أنفسهم عناء التنقل إلى واحة آيت منصور، والوقوف على الوضع عن كثب، بالرغم من تواجدهم بتافروات لحضور فعاليات مهرجان تيفاوين. كما طالب المتضررون بتعجيل إحداث مركز للوقاية المدنية بالمنطقة تفاديا لحرائق مماثلة بالواحة، التي سبق لها أن احترقت عدة مرات، كان آخرها سنة 2014، والإسراع بإعادة التيار الكهربائي المنقطع عن المنطقة منذ مساء أمس، فضلا عن فتح تحقيق معمق في الواقعة من أجل معرفة الأسباب الكامنة وراء وقوع هذا الحريق، واتخاذ الإجراءات اللازمة في حق الجناة المفترضين. جدير بالإشارة أن السلطات المحلية قامت، مساء أمس، بإنقاذ أحد الأشخاص من موت محقق بعد تعرضه للإغماء بالقرب من ألسنة اللهب بواحة آيت منصور، وهو ما استدعى تدخلا عاجلا لإخلاء السكان خارج المنطقة إلى حين السيطرة على الحريق.