تسببت الحرارة المفرطة، التي ضربت مناطق عديدة من إقليمتزنيت، في احتراق الكثير من الغابات المتواجدة في المنطقة، كما خلقت الحرائق المذكورة حالة استنفار في صفوف رجال الوقاية المدنية الذين اضطروا إلى الاستعانة منذ عشية يوم الاثنين الماضي، بفريق وعتاد جهوي لمساعدتهم على إطفاء الحرائق المندلعة في غابتين كبيرتين، إحداهما تابعة لدوار «أولاد نومر» في جماعة «المعدر»، والأخرى تابعة لإحدى المداشر القروية في جماعة «تيغمي»، وأدت إلى احتراق ما يقرب من 100 هكتار. وحسب المعطيات المتوفرة ل«المساء» فإن الحريقين اللذين اندلعا معا في حدود الثانية من بعد زوال يوم الاثنين، استمرت عملية إطفاء أحدهما إلى وقت متأخر من ليلة نفس اليوم، فيما استمرت عملية إطفاء الحريق الثاني (جماعة تيغمي) إلى زوال يوم الثلاثاء، ولم تتم السيطرة عليه إلا بعد مرور أزيد من 10 ساعات على اندلاعه. وقد شارك في العملية ما يزيد عن 50 عنصرا من الوقاية المدنية، من كل من تزنيت وأكادير، وما يفوق 160 فردا من القوات المسلحة الملكية والدرك الملكي والقوات المساعدة وعدد من رجال السلطة وأعوانها وسكان المناطق المحترقة. كما استدعى الحريق المهول في جماعة «تيغمي» حضورا شخصيا لعدد من المسؤولين البارزين في المنطقة، بينهم عامل الإقليم والقائدان الجهوي والإقليمي للوقاية المدنية، فيما تمت الاستعانة ببعض الجرافات وبعض الشاحنات الصهريجية التابعة للوقاية المدنية ولبعض الجماعات المحلية، زيادة على بعض الجرافات التي استعملت في منع امتداد ألسنة اللهب إلى محيط الدواوير المجاورة، كما عمدت أطقم الوقاية المدنية الحاضرة في عين المكان إلى إجراء مراقبة بَعْدية للمناطق التي نشبت فيها النيران، مخافة اشتعالها من جديد وسط الأعشاب اليابسة، علاوة على الاستعانة بخدمات بعض المتطوعين من السكان الذين قدموا المساعدة اللازمة في عمليات الإطفاء التي دامت ساعات طويلة. وخلال الأيام الماضية، تدخلت فرق الوقاية المدنية في الإقليم لإخماد ما يزيد عن 12 حريقا ضخما شبت في عدد من الجماعات التابعة للإقليم، حيث تدخلت ثلاث مرات لإطفاء حرائق متفرقة في جماعة رسموكة، منها هكتاران في دوار «الدخيلة»، و4 آلاف متر في دوار «أفركلا»، وهكتاران في دوار «آيت إبراهيم أو يوسف»، كما تدخلت ثلاث مرات متفرقة في دائرة تافراوت، وخاصة في جماعة «أملن» القروية التي شهدت تدخلين اثنين لإطفاء حرائق الغابات، منها 25 هكتارا في دوار «توديد»، حيث تسببت النيران في خسارة العشرات من أشجار النخيل والأركان واللوز والزيتون والخروب، كما احترق بنفس الجماعة القروية هكتاران في دوار «تركلت» و1000 متر مربع في دوار «تملوكت». يذكر أن تكرار حوادث الحريق في أوقات متقاربة وفي أماكن متباعدة، معروفة بطابعها الجبلي وبتضاريسها الوعرة، أدى إلى وضع عدد من رجال الوقاية المدنية في حالة تأهب في الثكنة الرئيسية المتواجدة في المدينة، وفي عدد من الثكنات الثانوية الأخرى، كما تم استدعاء أفراد إضافيين في الوقاية المدنية لأكادير، للمشاركة في عمليات الإخماد، ويخشى المتتبعون أن تمتد ألسنة اللهب إلى الدواوير المجاورة للغابات المهدَّدة بالحريق مجددا، في حال استمرار الحرارة بنفس الحدة خلال الأيام المقبلة.