إصدار جديد من المرتقب أن يعزز ثقافة المغاربة في علاقتهم بالساعات الشمسية الموجودة في المساجد والجوامع المغربية، حيث قدّم الفقيه المغربي عبد العزيز خربوش موسوعة فلكية بعنوان "الساعات المزولية بعروض المملكة المغربية قيمتها التاريخية ودلالتها الفلكية"، وتكشف "جهود المؤقتين المغاربة بالهندسة والحساب، كما تعرف علميا بالساعات". ويعد الكتاب "مرجعا توثيقيا مهما لدى الباحثين والمهتمين، فقد طرحت كل مضامينه بأسلوب علمي دقيق، كما أنها تبرز تاريخ الساعات منذ القرن الرابع الهجري إلى العهد العلوي الذي عرفت فيه صناعة المزاول ازدهارا وحركة مباركة". وجاء في الكتاب "كيفية تخطيط الآلات الظلية، كما أوضح أن الساعات المزولية نوع من الإرث الفلكي الإسلامي المغربي، ولا يجوز أن يترك عرضة للضياع والنهب، وما بقي من تلك المزاول يجب الاعتناء به ومعاهدته بالإصلاح والترميم". ويوضح الكاتب أن "الموسوعة هي جهد شخصي، على مستوى الأسْفار العديدة لأماكن البحث والتنقيب والاشتغال بفحص دقة تلك الآلات الفلكية، وكذلك الكلفة والوسائل المادية الذي يتطلبها الاشتغال على هذا من البحث". وفي هذا الصدد، قال عبد العزيز خربوش إن "العمل هو هدية للشيخ محمد البوجرفاوي، المتوفى قبل سنتين بأكلو ضواحي تيزنيت، وهو من الذين أحيوا علم التوقيت في جهة سوس والمغرب، بعد أن تعلمه من لدن الشيخين المراكشي والرمشاني". وأضاف خربوش، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنه "وعد أستاذه بإصدار العمل، بعد تشجيعاته على ذلك بشدة"، مسجلا أن "العمل تطلب منه 10 سنوات من البحث والتنقلات في كل ربوع المغرب، من أجل التحقيق والتدقيق". وأوضح المتحدث أنه "واجه صعوبات كبيرة في الحصول على المعلومة، وأصدر موسوعة تضم 117 مزولة وآلة فلكية"، مشددا أنها "تساعد في معرفة الاتجاهات والفصول والقبلة والأيام والشهود كذلك". وأكمل خربوش: "هي أحسن من البوصلة بكثير، وتصلح لأشياء متعددة غير الصلاة"، مؤكدا أن "العديد من الفرنسيين يبحثون في هذا المجال، ومن العيب أن يكونوا أكثر اطلاعا منا ونحن أصحاب هذه الساعات". وزاد صاحب الكتاب أنه "راسل الديوان الملكي كذلك بخصوص ساعات متواجدة بقصور مراكش وفاس، بغية البحث فيها. وإلى حدود الساعة، لم يتلق ردا"، مطالبا "وزارتي الأوقاف والثقافة بمزيد من التعاون لحماية هذا الموروث المغربي الأصيل".