على غرار زاكورة بجهة درعة تافيلالت، التي تعيش على إيقاع "أزمة العطش" منذ سنوات، وما تلا تلك الأزمة من غضب شعبي واحتجاج تنديدا بندرة الماء؛ انضاف إلى قائمة المتضررين من شح المياه سكان تيزي نسلي بإقليم بني ملال، الذين يعانون، منذ ما يقارب شهرا، غياب المياه الصالحة للشرب عن منازلهم. وفي هذا السياق، قال المصطفى نعيم، أحد سكان تيزي نيسلي، إن "الساكنة تعيش أزمة عطش، وهناك من لا تصل المياه صنابيره إلا بعد مرور عشرة أيام"، مشيرا إلى أن "الزبونية والمحسوبية متفشيتان في سياسة توزيع الماء، وهذا الوضع دفع النساء غير ما مرة إلى الخروج في مسيرة احتجاجية في اتجاه القيادة أو الجماعة، من أجل المطالبة بحلحلة المشكل، الذي يؤرق بال الساكنة المتضررة، ووضع حد لمعاناتها". وأضاف نعيم، في تصريح لهسبريس، أن هناك من يسقي بساتينه، فيما الآخرون يموتون عطشا، وحالتهم لا تبشر بالخير، بسبب النقص الواضح في المياه، محملا مسؤولية ذلك "للجماعة، التي لا تكترث بنداءات الساكنة التي تقدر ب 10000 نسمة". واستطرد قائلا: "هناك دوارا قريبا من تيزي نيسلي يسمى آيت أوعدوش لا توجد به قطرة ماء، بل أكثر من ذلك، يقطع سكانه ما يقارب 3 كيلومترات بحثا عن الماء الذي صار شغلهم الشاغل، وهو الوضع الذي يدق ناقوس الخطر، رغم النداءات المتكررة لتزويدهم بمادة حيوية يستحيل الاستغناء عنها". من جهته، قال رئيس جماعة تيزي نيسلي، ميمون خيار، إن الجماعة تبذل قصارى جهدها لتزويد الساكنة بالماء الصالح للشرب رغم الإكراهات المادية، مشيرا إلى أن هذا "المشكل ليس وليد اللحظة كما يقول المحتجون، بل يعود إلى عشر سنوات خلت". وأضاف خيار، في تصريح لهسبريس، أن المحتجين لا يؤدون ثمن الفاتورة رغم ثمنها الرمزي، ويرغبون في المياه على طول اليوم، مشيرا إلى أنه زار غير ما مرة وكالة الحوض المائي لأم الربيع من أجل محاولة إيجاد حل نهائي لمشكل الساكنة. ودعا إلى تضافر الجهود من قبل الجميع، حتى يتسنى للكل الاستفادة من الماء بشكل طبيعي، مضيفا أن الجماعة ظفرت بمبلغ 128 مليون سنتيم لهذا الغرض.