بعد موجهة الاحتجاجات التي عرفتها عدد من المناطق النائية خلال فصل الصيف، حيث يرتفع الطلب على مياه الشرب، تتواصل «أزمة العطش» والتي أخرجت من جديد سكان جماعات قروية بصفرووفاسوتاوناتوتازة الى الشارع وهم يحملون براميل وقنينات فارغة، لإثارة الانتباه إلى المعاناة اليومية التي يكابدها سكان هذه المناطق في التزود بالماء على الرغم من مرور فصل الصيف. بجماعة أولاد الطيب، بمنطقة سايس بضواحي مدينة فاس، والمعروفة بغناء فرشتها المائية، خرج أول أمس الأربعاء، العشرات من سكان دواوير محسوبة على هذه الجماعة، في مسيرة احتجاجية، طالبوا خلالها بحقهم في مياه الشرب والتي غابت عن صنابير منازلهم منذ اندلاع أزمة الشرب بعدد من المناطق النائية بالمغرب، حيث نفذ المحتجون وقفة إنذارية أمام مقر الجماعة وهددوا بنقل معركتهم إلى أمام مقر والي الجهة و مجلسها الذي يرأسها محند العنصر بفاس. وبإقليم صفرو، احتج خلال نفس اليوم سكان الجماعات القروية المحيطة بالمدينة على ندرة مياه الشرب، خصوصا بجماعة «آيت السبع» و»رباط الخير»، وذلك بعد مرور أزيد من شهر على الزيارة التي قامت بها لإقليم صفرو، منتصف شهر غشت الماضي، شرفات أفيلال، كاتبة الدولة لدى وزير التجهيز والنقل واللوجستيك والماء المكلفة بالماء، حيث اتهم المحتجون أرباب الضيعات الفلاحية و المقالع بالاستغلال المفرط للمياه السطحية والجوفية، وطالبوا الجهات المعنية بتوفير هذه المادة الحيوية. وغير بعيد عن مدينة صفرو، تعاني عدد من الدواوير والقرى بإقليم تاونات، من ندرة مياه الشرب، والتي حولت حياة الناس إلى جحيم، حيث باتوا يخرجون بشكل شبه يومي للمطالبة بهذه المادة الحيوية، منها احتجاجات سكان دواوير فشتالة و بني عيسى بجماعة طهر السوق- مرنيسة، فيما تسبب التأخر لأزيد من ثمانية سنوات في إنجاز مشروع ملكي بمنطقة غفساي لتزويد المدينة والدواوير المجاورة، بالماء الصالح للشرب، في غضب سكان المنطقة، ونفس المصير انتهى إليه مشروع آخر يهم خمسة جماعات بنفس الإقليم (سيد المخفي و تيمزيانة وكلاز ووردزاك ومضراوة) بدأت فيها أشغال جلب الماء الصالح للشرب منذ سنة 2007، والأشغال لم تنته بعد، بحسب ما سبق وأن كشف عنه ل" اليوم 24″، البرلماني محمد حجيرة، بفريق حزب الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب ممثل دائرة القرية/ غفساي بإقليم تاونات . يذكر أن «أزمة العطش»، والتي تحولت إلى كرة ثلج وصلت إلى عدد من المناطق النائية بالمغرب، تنتظر تنفيذ خطة رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، والتي سبق له أن قدمها بجلسة مسائلته الشهرية في ال25 من شهر يوليوز الماضي، حيث وعد السكان المتضررين بالقضاء على العجز الحاصل في ماء الشرب قبل صيف 2018، وذلك عبر معالجة استعجالية ل8 مراكز من أصل 37 مركزا بمختلف الأقاليم النائية، تعاني اضطرابات في تزويد السكان بالماء، ينتظر أن تنتهي الأشغال فيها، بحسب خطة العثماني قبل نهاية سنة 2017، وهي «مركز البيبان» و»سيدي المخفي» و»آيت إسحاق» و»آيت داوود» و»تافراوت» و»تكمي» و»فوم زكيد» و»إداوكنيفيد». أما المرحلة الثانية لحل «أزمة العطش»، فستصل إلى 13 مركزا، وهي «عين بيضة» و»سيدي رضوان» و»مولاي عبد السلام» و»رسلان» و»تالسينت» و»مزكانتم» و»عين عائشة» و»رباط الخير» و»ولماس» و»لغوالم» و»تاكونيت» و»العيون» و»طرفاية»، فيما ستهم المرحلة الثالثة والأخيرة، 16 مركزا: « باب تازة» و»فيفي « و»تانقوب»و»بني رزين» و»باب برد»و»بريكشة»و»سيدي بوصبر» و»عين معطوف» و»عين الدفالي»و»زكوطة» و»بوكشمير»و»زحيليكة» و»الصويرة القديمة» و»إغرم النقوب» و»امحاميد الغزلان».