تعيش مجموعة من أقاليم المناطق الصحراوية أزمة ماء حقيقية في ظل ارتفاع كبير في موجة الحرارة، وهو الأمر الذي ينذر ب«كارثة»، حسب مواطنين من مدينة زاكورة، في حال لم تتدخل الجهات المسؤولة لإنقاذ سكان هذه المناطق، خاصة أن ندرة المياه صادفت شهر رمضان، الشيء الذي فاقَم المشكل وزاد من وطأته. ومن بين الجماعات المتضررة تغبالت، جماعة تافنشتا، أيت ولال، جماعة كتاوة، تاكونيت، البليدة، جماعة تانسيفت وبعض المناطق في جماعة أفلا ندري.. ومع حلول شهر رمضان، فإن ساكنة الجماعات المذكورة وغيرها تعاني من نقص وُصِف ب«الحاد» من هذه المادة الحيوية، حيث إن أغلب السكان يستفيدون من ساعة واحدة من أصل 48 ساعة، وهو ما جعل أغلب السكان يتفادون الإفراط في التنظيف والتخفيض من حصص سقي مواشيهم التي صارت «تموت عطشا» يوما بعد يوم.. مياه «عكرة» في زاكورة يضطرّ بعض سكان زاكورة، وفي ظل حرارة مفرطة تتجاوز الخمسين في أغلب الأحيان، إلى التزود بهذه المادة الحيوية بأنفسهم من مناطق بعيدة والشمس «تشوي» أجسادهم، حيث يتم نقل كميات الماء فوق الحمير أو البغال على بعد مسافات طويلة في الصحاري القاحلة.. وتعاني مدينة زاكورة -المركز، بدورها، من مشكل الماء الذي ينقطع لمدة طويلة، علما أن أغلب سكان المدينة لا يشربون من مياه المدينة، التي قالوا إنها «ملوثة» ولونها «عكر» وأنهم «سئموا» من استهلاك المياه المعدنية التي تنضاف إلى أعباء الحياة. انقطاعات في ممريرت يعانيها نفسَ المعاناة قاطنو مدينة مريرت بسبب الانقطاعات المتكررة للماء، رغم أنه يتواجد في المدينة أغزر نهر في المغرب، وهو أم الربيع.. وتعَدّ جبالها في الأطلس المتوسط الخزانَ الأول للمياه في المغرب.. وصف أحد السكان الواقع الذي يعيشونه ب»الكارثة العظمى» وب»انتقام» شرس من سكانها في عز أيام فصل الصيف، الذي يرتفع فيه الطلب على المياه، وتتزايد محنة المواطنين في البحث عن المياه الصالحة للشرب، حيث يقطعون مسافات طويلة تحت أشعة الشمس بحثت عنها. ولا يتقبل السكان الانقطاعات المتكررة للمياه في ممريرت، حيث إن مياهها مالحة وهي «غير صالحة للشرب»، بل إن أغلب السكان يقولون إنها «هي السبب في عدة أمراض: القلب والشرايين وارتفاع الضغط وأمراض الكلي».. حيث إن المرضى، بإمكانياتهم المحدودة جدا، تتزايد محنتهم في اقتناء المياه معدنية أو التنقل إلى ضواحي المدينة بحثا عن مياه عذبة صالحة للشرب.. يقولون بعض سكان المدينة إنه مهما كانت تبريرات هذه الانقطاعات المتكررة فهي غير مقبولة، خاصة أن «مياه مريرت أحدثت ثورة زراعية في كل من حوضي سبو وأم الربيع وترتوي منها كبريات المدن المغربية.. فكيف تبقى هي بدون مياه؟».. يتساءل أحد الفاعلين الجمعويين في المدينة، مضيفا أن هذا المشكل سيظل قائما ما لم يتمَّ البحث عن حلول حقيقية، خصوصا أن السد الذي تم تشييده في تانفنيت في جماعة أم الربيع لتحويل جزء كبير من مياه النهر عبر قنوات باطنية إلى منطقة البرج لإنتاج الطاقة الكهربائية أثّر بشكل كبير على البئر المحاذية للنهر التي يتم منها جلب الماء إلى مريرت، حيث إنّه بمجرد فتح صنبور الماء، حسب المصدر ذاته، تسمع صوت رياح قوية بدل المياه.. مشاكل كثيرة تتخبط فيها المدينة وسكانها، حيث الفقر والتهميش والعطش والظلمة، نتيجة الانقطاعات المتكررة للكهرباء، رغم أن مياهها مصدر توليد وإنتاج الطاقة الكهربائية، وفق نفس المتحدث. احتجاجات العطش في طانطان خاضت ساكنة طانطان مسيرة شعبية في اتجاه مقر عمالة الإقليم احتجاجا على انقطاع المياه التي وصلت مدتها 10 أيام في مجموعة من الأحياء، كالحي الجديد وبئر أنزران وحيّ تيكيريا، دون أن تتمكن الساكنة من الحصول على هذه المادة الحيوية في ظل ارتفاع درجات الحرارة في الأقاليم الجنوبية. وقد نظمت الساكنة وقفات احتجاجية لتنبيه المسؤولين إلى خطورة الوضع الذي يعيشونه، والذي صادف بداية شهر رمضان، مُندّدين بعدم تدخل المسؤولين لحل المشكل، حيث تم تقديم تبريرات لهم تفيد أن السبب هو حدوث كسر في قنوات مجاري المياه، غير أن السكان واصلوا الاحتجاج لمدة ثلاثة أيام وخاضوامسيرة في اتجاه مقر إقامة عامل الإقليم، رافعين شعارات تطالب بالماء وبحل أزمة العطش التي تجتاح الإقليم. وبسبب أزمة الماء، يقول مصدر «المساء»، ارتفع ثمن البرميل الواحد إلى 30 درهما، بعدما كان ثمنه 10 دراهم، في الوقت الذي يتم تحميل المياه في «سيتيرنات» لإحدى الشركات والمواطنون «يموتون» عطشا، علما أن الإقليم يتوفر على منابع وآبار مهمة للماء تستفيد منها الشركة المعنية، التي اعتبروها «المستنزف الوحيد» للثروة المائية في المنطقة، في ظل غياب أي تدخل من قبل الحكومة لإنقاذ سكان المنطقة من العطش، وفق المصدر ذاته. أزمة «غير مسبوقة» في وزان تعيش جل أحياء مدينة وزان، خاصة الفقيرة منها، «أزمة عطش»، حيث جفّت صنابير المياه وتضاعفت معاناة السكان مع انعدام الماء الصالح للشرب منذ بداية شهر يونيو، إلا أن الأزمة تفاقمت أكثر خلال شهر رمضان، ، حسب مصادر من المنطقة، إذ وجد المُتضرّرون أنفسَهم أمام حل وحيد هو البحث الذاتي عن الماء، من خلال طرق أبواب منازل الأحياء التي تقع في الجهة السفلى من المدينة أو «التوسل» إلى أصحاب بعض الآبار طلبا للاستسقاء، حيث لم يعد أغلبهم يبالون ما إن كانت مياه هذه الآبار صالحة للشرب أم لا. وأكدت المصادر ذاتها أن أزمة المياه الحالية التي تشهدها المدينة غير مسبوقة، ولم يسبق للمدينة أن مرّت بمثلها حتى في سنوات الجفاف.. وقد دفع هذا الواقع السكانَ إلى التوجه للمسؤولين، غير أنه لم يتم حل الأزمة لتتواصل معاناتهم..