تعتبر الهواتف الذكية القابلة للطي من أبرز الابتكارات التقنية خلال هذا العام؛ حيث تمتاز هذه الأجهزة بشاشة مرنة يتم فردها لتصبح مثل الحواسيب اللوحية، وعندما يتم طيها يتحول الجهاز إلى هاتف ذكي تقليدي، مثل جهاز هواوي Mate X وسامسونج Galaxy Fold، وربما يحمل المستقبل القريب العديد من الموديلات الأخرى. وتختلف مفاهيم التصميم ما بين الشركتين اختلافا كبيرا؛ حيث يتم طي شاشة جهاز سامسونج Galaxy Fold (3ر7 بوصة) إلى الداخل، ويشتمل على شاشة أخرى على الجانب الخارجي، ويتمثل عيب جهاز سامسونج في وجود فجوة ما بين الأجزاء المطوية، بينما يتم طي جهاز هواوي Mate X إلى الخارج، وبالتالي تصبح الشاشة بالكامل مكشوفة للخارج، مما يعرضها للأضرار والخدوش. ويلخص كريستيان يوست، من مجلة "كمبيوتر بيلد" الألمانية، عيوب الأجهزة القابلة للطي بقوله: "يتعين على الشركات المنتجة أن تجعل المفصلات والرقاقة الحساسة فوق شاشة OLED مقاومة للاتساخات والأجسام الغريبة، وإلا فإنها ستتلف بسرعة". تحديات كبيرة وأضاف الخبير الألماني أنه بعيدا عن الهاردوير فإن التحديات تظل كبيرة؛ حيث يجب أن تكون البرامج متوافقة مع كلتا الحالتين للجهاز، أي عندما يكون مفرودا ومطويا، ومن المقرر أن يدعم إصدار أندرويد 10، المقرر إطلاقه خلال فصل الخريف القادم، الأجهزة الجوالة القابلة للطي، بمعنى الانتقال السلس للتطبيقات ما بين الشاشة الكبيرة والصغيرة أو ما يعرف باسم وظيفة استمرارية الشاشة Screen Continuity؛ فمثلا إذا كان هناك مقطع فيديو مشغلا على الشاشة الصغيرة وتم فرد الجهاز، فعندئذ يستمر تشغيل نفس مقطع الفيديو على الشاشة الكبيرة بدقة الوضوح الصحيحة. ويصف ويليام تيان، رئيس قطاع المستهلك في شركة هواوي ألمانيا، عقبات عمليات التطوير بقوله: "كان التحدي الأكبر يتمثل في العثور على حل يتيح إمكانية انتقال الجهاز بسلاسة من الحالة المطوية إلى الحالة المفرودة، وأن يتحمل عملية الطي والفرد بدون أضرار". علاوة على أنه يجب مواءمة واجهة نظام تشغيل أندرويد للعمل مع الأحجام المتغيرة للشاشة، ويعتقد ويليام تيان أن الأجهزة القابلة للطي تسد الفجوة ما بين الهواتف الذكية النحيفة المخصصة للترفيه أثناء التنقل والحواسيب اللوحية، التي تجمع ما بين الإنتاجية والترفيه في الحياة اليومية. فرص جيدة وعلى الرغم من كل هذه الصعوبات إلا أن كريستيان يوست يرى أن اللأجهزة القابلة للطي لديها فرص جيدة؛ حيث يمكن تشغيل الكثير من التطبيقات على الهواتف الذكية، إلا أن الشاشة تكون صغيرة لقراءة المستندات بدقة أو مشاهدة الصور والاطلاع على الخرائط بشكل مكثف أو مشاهدة مقاطع فيديو على الإنترنت لفترة طويلة. وبالطبع لا تزال الأجهزة القابلة للطي الأولى باهظة التكلفة، وخلال الثلاث السنوات القادمة سيتضح مدى كفاءة المفاهيم الخاصة بالأجهزة القابلة للطي ومدى ملاءمتها للتشغيل اليومي بعد آلاف المرات من عمليات الطي والفرد، وعلى كل حال تعتبر هذه الموديلات ابتكارا جديدا في عالم الهواتف الذكية؛ حيث تم الإعلان كثيرا عن الشاشات المرنة القابلة للطي من قبل، إلا أنها أصبحت أخيرا متوفرة. وإلى جانب شركتي سامسونج وهواوي هناك العديد من الشركات العالمية الأخرى، مثل Royole ولينوفو وأوبو وتشاومي، التي تعمل على تطوير أجهزة قابلة للطي. ويرى الباحثون أن هذه الأجهزة ستظل موديلات محدودة خلال السنوات الخمس القادمة؛ حيث يتوقع محللو شركة Gartner أن يتم بيع 30 مليون جهاز من الموديلات القابلة للطي حتى عام 2023 مقارنة بمبيعات الهواتف الذكية المتوقعة، والتي تقدر بحوالي ملياري هاتف ذكي، ويعتقد كريستيان يوست أن هناك فرصة كبيرة للأجهزة القابلة للطي، ولكن ينبغي أن تتوفر بتكلفة أقل. *د.ب.أ