لم تفلح دعوة سعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي، طلبة كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان إلى اجتياز الامتحانات في دفع هؤلاء الطلبة إلى الاستجابة لهذا المطلب، إذ أكدوا أنهم ماضون في مقاطعة الدراسة والامتحانات والتداريب إلى حين الاستجابة لمطالبهم. وفيما كان الوزير أمزازي قد قال، في البرلمان الأسبوع الماضي، إن بعض مطالب طلبة كليات الطب والصيدلة غير مشروعة، تمسّك الطلبة المعنيون بمشروعية مطالبهم، معلنين أنهم لن يعودوا إلى استئناف الدراسة إلا بعد الاستجابة لها من لدن الوزارتين الوصيتين على قطاعي الصحة والتعليم العالي. طلبة كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان انتقدوا طريقة تعاطي وزارتي الصحة والتعليم العالي مع ملفهم المطلبي، وقالوا في ندوة صحافية، اليوم الثلاثاء بالرباط، إن الحلول التي قدمتها الوزارتان "غير عملية ولا تستجيب لانتظاراتنا، خاصة في الشق المتعلق بالتكوين". واتهم طلبة كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان وزارتي الصحة والتعليم العالي ب"الانحياز إلى كليات الطب الخاصة، على حساب الكليات العمومية". وقال أحد ممثلي الطلبة إنّ هذا الوضع سيُفضي إلى الوضع نفسه الذي يعيشه قطاع التعليم، حيث أصبح المواطنون الطامحون في تعليم لائق لأبنائهم مضطرين إلى تدريسهم في المدارس الخاصة. وأوضح طالب آخر أنّ الوزارتين أصبحتا تتخلّيان تدريجيا عن طلية كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان، مشيرا إلى أنّ طلبة كليات طب الأسنان يضطرون، أثناء اجتياز الأطوار التطبيقية في المستشفيات، إلى دفْع مصاريف استشفاء المرضى، حيث يتكلفون بشراء معدّات العلاج، والتي قد تصل إلى ألفي درهم؛ بينما المفروض أن توفرها وزارة الصحة، على حدّ تعبيره. وحذّر الطلبة، الذين يخوضون إضرابا مفتوحا عن الدراسة وعن التدرايب منذ 25 مارس الماضي، من أن يتدهور وضع كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان، بسبب "انحياز الوزارتين إلى القطاع الخاص"، مشيرين إلى أنّ عددا من الأساتذة يقدمون استقالاتهم من الكليات العمومية ويلتحقون بالقطاع الخاص؛ وهو ما يؤثر على جودة التكوينات التي يتلقاها أطباء القطاع العام. التنسيقية الوطنية لطلبة كليات الطب وطب الأسنان أبدت تمسكها بجميع المطالب التي تضمنها ملفها المطلبي؛ ومنها التوقف عن الاستعانة بالطلبة الأطباء الذين يدرسون في السنة السادسة، لسدّ الخصاص الذي تعاني منه المستشفيات الجهوية. وقال ممثلو التنسيقية إنّ وزارة الصحة عليها أن توفّر العدد الكافي من الأطباء لعلاج المواطنين، وتترك الطلبة يواصلون تكوينهم عوض أن يتمّ اتخاذهم كاحتياطي لسدّ الخصاص. ويبدو أن الإضراب الذي يخوضه طلبة كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان مقبل على التمديد، إذ عبّر ممثلوهم عن أنهم ليسوا متوجسين من انتهاء الموسم الدراسي الحالي بسنة بيضاء، وقال أحدهم: "لا نريد أن ينتهي الموسم الحالي بسنة بيضاء، ولكن في الوقت نفسه لا نخاف منها، لأننا مقتنعون بمشروعية المطالب التي نرفعها"، مضيفا "بالنسبة إلينا، السنة البيضاء أهون من مستقبل أسود".