بعد فشل جولات الحوار بين وزارتي التعليم العالي والصحة وممثلي طلبة كليات الطب والصيدلة، واستمرار الإضراب ومقاطعة الدروس، خرج كل من أنس الدكالي وزير الصحة وسعيد أمزازي وزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر للتأكيد على أن الامتحانات ستقام في موعدها بمختلف كليات الطب، نافيين أن تكون هناك سنة بيضاء. المسؤولان اللذان كان يتحدثان في ندوة صحفية، أول أمس الأربعاء بالرباط، حول “وضعية كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان”، قالا إنه تم الاستجابة لمختلف النقاط التي وضعها الطلبة الأطباء في ملفهم المطلبي، حيث بلغ عدد النقاط التي تم الاستجابة لها 14 من أصل 16. في هذا السياق، قال سعيد أمزازي وزير التعليم العالي إن النقطتين الخلافيتين تتعلقان بمباراة الإقامة التي تخص الأطباء، والنقطة الثانية التي تتمثل في السنة السادسة بالنسبة لطلبة طب الأسنان، مشيرا إلى أن هاتين النقطتين غير آنيتين. وأوضح أمزازي أن النقطة الأولى تتعلق بالأطباء وليس الطلبة، وعن النقطة الثانية قال إنها لن تنزل إلا بعد سنتين، بالنظر لكون الطلبة ما زالوا في عامهم الرابع، مشددا على أن هناك متسعا للوقت للنقاش فيها، بدل إيقاف الحوار لهذا السبب. ودعا أمزازي الطلبة إلى تغليب صوت العقل والعودة إلى طاولة الحوار لإيجاد الحلول لكافة النقاط العالقة، معربا عن استعداده للجلوس إلى طاولة الحوار من جديد، لكن بالمقابل شدد على ضرورة وضع سقف معقول للمطالب حتى يتم تحقيقها. نفس الطرح الذي دافع عليه أنس الدكالي وزير الصحة، الذي قال إن هناك جهودا كثيرة تبذل لتطوير قطاع الصحة بالمغرب وموازاة معها تطوير النظام التعليمي والأكاديمي والرفع من عدد المناصب في القطاع، عبر الرفع من عدد الطلبة بالكليات، مشيرا إلى أن المغرب يعرف خصاصا في الأطر الطبية ويعمل جاهدا على الرفع منها عبر توفير مقاعد إضافية داخل كليات الطب وإتاحة الفرصة للمغاربة الحاصلين على شواهد أجنبية تعادل الشهادة الوطنية. وعن النقاط الخلافية، أكد الدكالي، بدوره، على أن مباراة التخصص تهم الأطباء، بمن فيهم الحاصلون على ديبلومات أجنبية، مشيرا إلى أن من حق جميع المغاربة الحاصلين على الديبلومات التي تتوفر على شروط المعادلة أن يجتازوا المباراة باعتبار ذلك حق دستوري لجميع الأطباء المغاربة. وبخصوص السنة السادسة في طب الأسنان، أكد وزير الصحة أن مدة التكوين في هذا الدبلوم تستغرق 6 سنوات على الصعيد العالمي، مشيرا إلى أن هذه السنة ستخصص للتداريب بما يسهل اندماج الخريجين في ميدان العمل، وذلك عبر مدة تكوين منقسمة لشقين 6 أشهر بالمستشفيات العمومية و6 أشهر بالمستشفيات الخاصة. هذا، وأبرز الدكالي إلى أنه سيتم سنويا الرفع من عدد المقاعد ومضاعفتها، تماشيا وتطوير البينة التحتية، حيث انتقل المغرب من مستشفيين جامعيين إلى 5، ثم إلى 7 مع إضافة المستشفى الجامعي بأكادير وطنجة ومستقبلا بالعيون، مشيرا إلى أن هناك طموح لتشييد مستشفى جامعي وكلية للطب على مستوى كل جهة. إلى ذلك، جدد الدكالي دعوته لطلبة كليات الطب من أجل العودة إلى فصول الدراسة من أجل اجتياز الامتحانات، مؤكدا على أن تاريخ الامتحانات سينطلق بين 10 و24 يونيو المقبل وأن الوزارتين ستعملان على ضمان السير العادي لها وتوفير جميع الشروط الضرورية، بالإضافة إلى القيام بمجموعة من الإجراءات لضمان السير العادي خلال فترة الاختبارات. بالمقابل، يحمل طلبة الطب والصيدلة مسؤولية فشل الحوار للوزارتين، مشيرين إلى أن قرار المقاطعة مستمر ليشمل الامتحانات أيضا، وذلك بعدما أسفرت عملية التصويت الوطنية لطلبة كليات الطب عن رفض محضر الاتفاق الذي جاءت به الوزارتين بنسبة 91 بالمئة، والذي على أساسه تم التأكيد على الاستمرار في الإضراب والمقاطعة. وأوضحت، مصادر من داخل تنسيقية طلبة الطب أن مقترحات الوزارة لم تحقق مطالبهم، إذ أنها لم تستجب للحد الأدنى للمطالب، والتي تهدف في مجملها إلى حماية القطاع من “الخوصصة”. هذا وكانت، تنسيقية طلبة الطب قد دعت إلى تظاهرة وطنية بالعاصمة الرباط، والتي تم تنفيذها أمس الخميس، حيث أكدت ذات المصادر أن الاحتجاج يأتي “تعبيرا عن رفض القرارات التي تهدف إلى خوصصة قطاع التعليم العالي والتكوين الطبي العمومي، والعشوائية التي واكبت تنزيل مشروع كليات الطب الخاصة”.