شرعت مجموعة من الشركات المغربية، العاملة في مجال مناولة الخدمات التقنية والمعلوماتية، في استقطاب كفاءات آسيوية متخصصة في الأمن والبرمجة المعلوماتية، لسداد الخصاص الذي تخلفه هجرة الأدمغة المغربية نحو أوروبا وأمريكا الشمالية. ووفق معطيات ميدانية، حصلت عليها هسبريس من مهنيين عاملين في القطاع، فإن شركات المناولة تعمد إلى استقطاب كفاءات من آسيا الشرقية وأوروبا، من أجل تأمين خدماتها لفائدة كبريات المجموعات الاقتصادية الوطنية العاملة في قطاعات حيوية. واستفادت هذه الشركات من الخطوة التي أقدمت عليها الفدرالية الوطنية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والأوفشورينغ، التي استطاعت تقليص مدة الحصول على تأشيرة عمل لمتخصصي تكنولوجيا المعلومات إلى 48 ساعة. كما نجحت في التوصل إلى خفض رسوم تأشيرة العمل من 5000 درهم إلى 1500 درهم. وتؤكد الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات والفدرالية الوطنية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والأوفشورينغ، التابعة للاتحاد العام لمقاولات المغرب، أن المغرب يشهد سنوياً تخرج 8000 طالب في تكنولوجيا المعلومات، فيما يغادر حوالي 600 من المهندسين البلاد سنويا، بمعدل 50 إلى 100 مهاجر شهريا. ويقدر الفاعلون الكبار في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصال والأوفشورينغ بالمغرب أن ثلاث شركات أجنبية تأتي كل 15 يوماً إلى المغرب لتوظيف عشرات المهندسين المغاربة، حيث تؤكد سلوى قرقري بلقزيز، رئيسة الفدرالية الوطنية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والأوفشورينغ APEBI، أن هناك 12 مهندسا مغربيا في الإعلاميات يتم توظيفهم من قبل الشركات الأجنبية كل 15 يوما. وللمساعدة في حل هذه المشكلة، أعلنت الفدرالية الوطنية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والأوفشورينغ عن برنامج جديد للتدريب على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، بتعاون مع الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات. وكجزء من هذه المبادرة، سيتم منح حاملي الشهادات العلمية دورة دراسية مدتها تسعة أشهر في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، يمكن أن يستفيد منها ما لا يقل عن 2000 خريج علمي على الفور.