وسط تحذير عدد من التقارير من استمرار نزيف الكفاءات المغربية بسبب اختيارها مغادرة البلاد، أعلنت بلجيكا، مؤخرا، عن فتح أسواق عملها أمام المهندسين المغاربة. وأعلن المكتب البلجيكي للتدريب والتوظيف، مطلع الأسبوع الجاري، عن عزم بروكسل إطلاق حملة لتوظيف المهندسين الإعلاميين المغاربة، لملء الخصاص الذي تعانيه البلاد في هذا المجال. وأوضح المصدر ذاته، أن هذه الحملة الجديدة من التوظيف ستتم بشراكة مع المؤسسات المغربية، لاختيار المهندسين الذين تتوفر فيهم الشروط التي تبحث عنها بلجيكا، ليتم إمضاء عقد عمل لسنة كاملة معهم، قبل توقيع عقود دائمة معهم، فيما ينتظر أن تصل الدفعة الأولى من المهندسين المغاربة إلى بلجيكا في غضون الأشهر الستة المقبلة. يشار إلى أن نزيف الأدمغة المغربية، أقر به سعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي مؤخرا، حيث كشف أن أن حوالي 600 مهندسا يغادرون المملكة سنويا إلى الخارج، وهو ما يعادل تقريبا عدد الخريجين سنويا من مدارس الهندسة الأربع، التابعة لجامعة الحسن الثاني في الدارالبيضاء. وكانت سلوى قرقري بلقزيز، رئيسة الفيدرالية الوطنية لتكنولوجيات المعلومات والاتصال والأوفشورينغ، قد حذرت، في وقت سابق، من تنامي ظاهرة هجرة الكفاءات المغربية نحو الخارج، خصوصا في قطاع تقنيات المعلوميات، حيث يغادر شهريا 50 مهندسا تكونوا في المغرب البلاد نحو وجهات جديدة. وأضافت المتحدثة نفسها أن شركات أجنبية قررت استقطاب عدد من المهندسين المغاربة عبر تقديم رواتب مغرية، وظروف اشتغال أفضل، ما يجعل الاقتصاد المحلي محروما من كفاءاتهم. ولا يتعلق الأمر بالمهندسين فقط، فقد سبق لهيأة الأطباء في فرنسا أن كشفت أن المغاربة يمثلون ثاني جنسية للأطباء المهاجرين، والمسجلين في هيأتها، حيث يقارب عددهم 7000 طبيب، في مختلف التخصصات. وأوضحت الهيأة الفرنسية أنه، حسب دراسة أجرتها حديثا، فإن عدد الأطباء المغاربة، المقيمين في الديار الفرنسية، يقارب 7000 طبيب، منهم 6510 أطباء من أصول مغربية يمارسون مهنتهم بشكل مستمر، و430 طبيبا يمارسونها بشكل متقطع.