قال جمال الدين البوزيدي، مفتش تربوي بخريبكة، إن "المربّيات والمربّين بالتعليم الأولي يكفيهم شرفا أن يتحملوا مسؤولية تربية الأطفال في الوقت الذي يعتقد الكثير من الآباء أن الطفل في حاجة فقط إلى الأمان الاقتصادي، لكنه في الواقع يحتاج لمختلف أنواع الأمان الجسدي والمادي والنفسي والاقتصادي والعلائقي، وهو ما يجعل تعامل المربّين مع هذه الفئة العمرية محفوفا بالمخاطر ويحتاج الكثير من الحيطة والحذر". وأضاف البوزيدي في مداخلته حول "التعليم الأولي بين الأسرة والمدرسة"، ضمن ندوة تربوية بعنوان "تعميم التعليم الأولي دعامة أساسية للارتقاء بمنظومة التربية والتكوين، أن "سلوكات كثيرة ينبغي على الآباء والمربّيات والمربّين تجنبها، من ضمنها التسلط على الطفل، والحماية الزائدة، والمغالاة على الأطفال والخوف عليهم، والتذبذب في المعاملة معهم، والقسوة والصرامة والعنف والإيذاء النفسي، والتفرقة في المعاملة وغياب العدل بين الذكور والإناث، والتساهل والتدليل الزائد والإذعان لمطالب الأطفال". وأشار مصطفى خليد، مفتش تربوي بخريبكة، في مداخلته حول "التعليم الأولي رافعة أساسية لمكافحة الهدر المدرسي"، ضمن الندوة المنظمة من طرف المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بخريبكة، إلى أن "السنوات الدراسية الأولى تلعب دورا كبيرا في تشكيل شخصية الطفل، والتسرب المبكر من النظام التربوي يحيل صاحبه مباشرة إلى الأمية"، مضيفا أن "الدراسات أكدت أن الأطفال الذين لم يتلقوا التعليم الأولي عرضة أكثر من غيرهم للهدر المدرسي". وبعدما تساءل المفتش ذاته، في الندوة المنظمة عشية الثلاثاء بالمركب التربوي بمدينة خريبكة، "عن أي تعليم أولي نتحدث؟"، أجاب بأنه "لا يكفي أن يكون التعليم الأولي معمّما فقط، بل من الضروري أن يكون جيدا، ولتحقيق ذلك ينبغي إسناده إلى ذوي التأهيل والخبرة والتكوين، وعلى الجميع السعي نحو مساعدة الطفل في مختلف مراحل دراسته، انطلاقا من مرحلة التعليم الأولي". من جانبه، تطرق بوعزة عقيم، رئيس مصلحة الشؤون التربوية بالمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بخريبكة، إلى الإجراءات المتخذة لتعميم وتطوير التعليم الأولي بالإقليم، مقدما معطيات إحصائية بلغة الأرقام، حيث أشار إلى أن "عدد أقسام التعليم العمومي الأولي انتقل من 70 قسما خلال الموسم الدراسي 2016/2017، إلى 97 قسما خلال الموسم الذي يليه، ليصل خلال الموسم الجاري إلى 150 قسما". وأضاف المتحدث ذاته، خلال مداخلته المعنونة ب"تطوّر مؤشرات التعليم الأولي بالمديرية"، أن "تعميم التعليم الأولي بالإقليم يعرف بعض الصعوبات، من ضمنها قلة التجهيزات، وعدم انخراط بعض الجماعات التربية، وقلة الوسائل المساعدة على التعميم، وغياب التحفيز والتشجيع"، منبّها في السياق ذاته إلى أن "مشكل قلة الحجرات المخصصة للتعليم الأولي هو الآن في طور الحل، حيث تمت برمجة مشاريع لإنشاء مجموعة من الحجرات". يشار إلى أن الندوة تأتي في إطار أيام تربوية خصصتها مديرية خريبكة لتسليط الضوء على التعليم الأولي، من خلال تنظيم خرجة إلى ضيعة بيداغوجية لفائدة عدد من المستفيدين من التعليم الأولي بالوسط الحضري، وزيارة إلى الخزانة الوسائطية بخريبكة لفائدة أطفال من المجالين القروي والحضري. وسطّر المنظمون ضمن برنامج الأيام التربوية ورشات تكوينية لفائدة عدد من العاملين والعاملات في التعليم الأولي بإقليم خريبكة، خاصة في مجالات الإبداع والمسرح وتقنيات التعبير والألعاب البيداغوجية، إضافة إلى تنظيم كرنفال عمومي بالمركب التربوي.