حذّر أحمد الزفزافي، والد ناصر الزفزافي، أبرز قادة حَراك الريف، من تدهور حالة ابنه المعتقل في سجن راس الما بمدينة فاس في حال استمرار اعتقاله، وقال: "ناصر طلب مني ألّا أزوره بعد عشرين يوما إن هو بقي ماكثا في السجن، لأنه يتوقع أن يؤدي استمرار اعتقاله إلى وفاته". وقال أحمد الزفزافي في كلمة ألقاها في اختتام مسيرة تضامنية حاشدة مع معتقلي حراك الريف بالعاصمة الرباط، اليوم الأحد، "عندما زُرت ناصر الزفزافي يوم الإثنين بسجن راس المابفاس، قال لي بالحرف: إذا مرت عشرون يوما عن إضرابي عن الطعام أرجو منك، أنت ووالدتي، ألا تقوما بزيارتي، لأنني سأحمل في النعش إلى الريف، ولكن سأعود إليكم شريفا منتصرا كما أقول دائما". أحمد الزفزافي وجه نداء إلى القوى الحية في المغرب للوقوف بجانب أهل الريف، قائلا: "نرجوكم ثم نجوكم ونتوسل إليكم أن تقفوا إلى جانب الحق والعدل لأنهم أرادوا للريف الانكسار ومحو العزة والكرامة والهوية، فأنتم الشعب وأنتم مَن يُفتي ويُستفتى لخلق أي دستور أو أي قانون". ووجه أبو ناصر خطابه، الذي ألقاه بعربية فصيحة، بالخصوص إلى القوى التقدمية، داعيا إلى القيام بمسيرة احتجاجية في مدينة الحسيمة التي انطلق منها حراك الريف، "لأنّ الحسيمة الآن محاصرة من كل جانب، وعناصر الأمن فيها أكثر من الساكنة"، على حد تعبيره، مضيفا وسط الهتافات: "نرجوكم أن تقولوا نعم لإطلاق سراح المعتقلين". وخصص الزفزافي الأب حيزا من كلمته للردّ على اتهام السلطة لأهل الريف بالانفصال، قائلا: "نحن أهل الريف لا نحتاج إثبات مغربيتنا، ومَن يقول عكس ذلك عليه أن يثبت ما يدّعي"، منتقدا بشدّة تعاطي السلطة مع الريف، بقوله: "إنّ سجلّات أوفقير والبصري تتكرر حاليا في الريف، بعدما اعتقدنا أنها قد ولّت بعد مرحلة الإنصاف والمصالحة". وأردف المتحدث ذاته: "كنا نعتقد أن زمن أوفقير والبصير قد ولى، ولكن تبين العكس حين رأينا نساءنا يُعتدى عليهن في الشوارع يوم 6 فبراير 2017، وبالركل والسب والشتم ومداهمة البيوت عبر تكسير أبوابها لاختطاف الأبرياء والشباب بطريقة عشوائية من غرف نومهم أمام زوجاتهم وأبنائهم وهم عراة، والهجوم على الدكاكين نهبا، وسرقة هواتف النساء والدراجات والتعنيف في مخافر الشرطة". وذهب أحمد الزفزافي إلى القول إنّ تعاطي السلطات المغربية مع معتقلي حراك الريف يفوق في فظاظته تعاطي قوات الاحتلال الإسرائيلي مع الأسرى الفلسطينيين، بقوله: "لم يقم للمعتقلين وزن على الأقل مثل إسرائيل التي تستجيب لبعض مطالب الأسرى الفلسطينيين".