وجّه أحمد الزفزافي، والد المعتقل ناصر الزفزافي الناشط البارز في "حراك الريف"، نداء إلى البرلمان الهولندي والأوروبي من أجل التدخل حيال ملف الحراك والإفراج عن معتقليه والمتابعين بشأنه؛ فيما اعتبر أن الأوضاع إبان الاستعمار الإسباني بمنطقة الريف كانت أفضل مما هو عليه الحال اليوم. الزّفزافي، الذي حلّ أمس الخميس ضيفا داخل مقر البرلمان الهولندي وسط قاعة حضرها عشرة أفراد بينهم مغاربة، تجنب الحديث في أكثر من فرصة عن "المسؤول عن الأوضاع" في الحسيمة، بقوله: "هناك فرق (بين عهد الحماية الإسبانية والآن)، إذا قلت من تسبب فيمكن أن يلحق بي مع ابني في السجن"، وسط تصفيقات الحضور الذين كانوا يستمعون لوالد ناصر باللغة العربية التي يترجمها مغاربة إلى الهُولندية. "لجأت إليكم كبرلمان هولندي ملتمسا أن تقفوا إلى جانبنا من أجل إطلاق سراح المُعتقلين الذين يعذبون داخل المعتقلات وتعذب معهم عائلاتهم"، يتابع أحمد الزفزافي، الذي قال إن أفراد هذه العائلات "يعذبون معنويا ونفسيا وجسديا.. حين نُسافر من الحُسيمة إلى البيضاء نعود في اليوم ذاته ونقطع مسافة 1200 كلم يومياً"، ليوجه نداءه مجددا إلى ممثلي الهولنديين في البرلمان: "رجاؤنا من البرلمان الهولندي، الذي وقف فعلا بجانبنا، نلتمس منكم مساعدتنا معنويا ولوجيسيتيا عبركم وعبر البرلمان الأوروبي، والقرار الأخير يعود لكم". واستعرض الزفزافي الأب الوضع في الحسيمة بالقول: "في الريف عامة، لم تتم الاستجابة للملف المطلبي الذي قدمه نشطاء حراك الريف، فقط في الحسيمة هناك القوات العمومية ملأت الشوارع والساحات والأحياء، هذا ما نلاحظه فقط.. أما المشاريع التنموية فلم ينجز منها شيء، إلى حدود اليوم"، مضيفا: "يجب على الدولة أن تتدخل أولا لإنهاء الوضع، لأنها هي التي تسببت فيما آلت الأوضاع في الريف". وتابع المتحدث، الذي كان محاطا بمغاربة ينحدرون من الريف يقاطعونه بين الفينة والأخرى، "لا نحتاج في ملفنا المطلبي سوى ثلاث نقاط أساسية: مستشفى لمعالجة السرطان وجامعة والتشغيل، فلا نحتاج إلى معامل كثيرة، بل أقدرها في خمسة مصانع كافية لتشغيل أبناء المنطقة"، مضيفا: "الريف منطقة مهمشة بالمطلق؛ ففي مرحلة الحماية الإسبانية، كان هناك 12 معملا لتصبير السمك و52 مصنعا آخر للأحذية والعجائن وغيرها.. إلى درجة أنه كان يتم جلب اليد العاملة خارج الحسيمة لكثرة المصانع وقلة اليد العاملة داخلها". وفيما طلب الحضور الهولندي من والد ناصر الزفزافي إمكانية زيارته في السجن، أجاب أحمد الزفزافي بالقول: "لا بد من طلب إدارة السجون ثم المجلس الوطني لحقوق الإنسان"، قبل أن يستدرك قائلا: "لا أعتقد من أنكم ستتمكنون من زيارة ناصر لأنه موجود في زنزانة انفرادية لمُدة ستة أشهر، حتى نيلسون مانديلا لم يبق هذه المدة في زنزانته"، قبل أن يتحدث عن قضية الثروة في المغرب بالقول: "في المغرب يقع استنزاف للثروات لصالح "المجهول'".. فتوزيع الثروات لا يوجد إلا في الدول الديمقراطية"، على حد تعبيره.