بعدما أمضى ناصر الزفزافي، قائد حراك الريف المعتقل في سجن الدارالبيضاء، أزيد من ستة أشهر في السجن الانفرادي، قال عنه والد إن ابنه أمضى في الانفرادي، أكثر مما أمضاه فيه نيلسون مانديلا في سجون جنوب افريقيا. ورسم الزفزافي الأب، في كلمته اليوم الخميس أمام لجنة الخارجية في البرلمان الهولندي، في لاهاي، صورة مأساوية لواقع المعتقلين السياسيين في المغرب، محملا الدولة مسؤولية تأزم الأوضاع في الريف، في وقت لم تخرج المسيرات، ولم تعلوا أصوات الحناجر إلا لطلب مستشفى وجامعة وفرص عمل. وخصصت لوالد الزفزافي ساعة كاملة، لفتح النقاش مع البرلمانيين الهولنديين حول وضعية المعتقلين السياسيين في المغرب، بحضور عدد من الحقوقيين والسياسيين الأوروبيين والمغاربة، حيث استعرض معاناة أسر المعتقلين. والتمس الزفزافي الأب، من البرلمان الهولندي، الذي هو جزء من البرلمان الأوروبي، تقديم المساعدة السياسية والوجيستيكية للحقوقيين وأسر المعتقلين، للاستمرار في حملتهم المطالبة بإطلاق سراح كافة المعتقلين على خلفية "حراك الريف". وتحت تصفيق أعضاء اللجنة، قال الزفزافي إن منطقة الريف خلال عهد الحماية الاسبانية، كانت تضم عدد كبير من المصانع، ولكن اليوم لا يوجد مصنع واحد، مضيفا "أنا لا أقول من تسبب في هذا لأنني إذا قلت سألحق بإبني". يذكر أنه في إطار المبادرات المدنية، المرتبطة بحراك الريف على المستوى الدولي، حل عدد من الحقوقيين المغاربة في بروكسل، قبل أيام قليلة، في مقر البرلمان الأوربي، لتقديم شهاداتهم حول "الحراك"، بالشراكة مع جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان في المغرب، والتنسيقية المغاربية لحقوق الإنسان، والتنسيقية العامة لحقوق الإنسان، وجمعية الدفاع عن حقوق الإنسان في المغرب، وبحضور عدد من البرلمانيين الأوربيين، خصوصا ممثلي الدول، التي تضم أعدادا كبيرة من الريفيين. ويراهن الحقوقيون المغاربة، على الإشعاع الدولي، والترافع أمام الاتحاد الأوربي للتعريف بقضية حراك الريف، والضغط لحله.