توجه أحمد الزفزافي، والد قائد "حراك الريف" ناصر الزفزافي، إلى البرلمان الهولندي، طالبا الدعم من أجل إطلاق سراح معتقلي الحراك، بمن فيهم ابنه، متطرقا إلى ظروف اعتقالهم ومعاناة ذويهم الذين يقطعون مسافات طويلة من مدنهم نحو الدارالبيضاء لحضور جلسات محاكمتهم. أحمد الزفزافي، الذي وصل إلى هولندا، أول الأربعاء الماضي، ألقى كلمة أمام لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الهولندي، التمس فيها مساعدة ذوي المعتقلين لإطلاق سراحهم. وقال مخاطبا اللجنة "أنا لجأت إليكم كبرلمان هولندي ملتمسا منكم أن تقفوا معنا وإلى جانبنا من أجل إطلاق سراح أبنائنا في المعتقلات الذين يعذبون وتعذب معهم عائلاتهم". وتطرق والد الزفزافي في كلمته إلى ما تعانيه زوجته بسبب اعتقال ابنهما، مشيرا إلى أن الطبيب الذي أجرى لها عملية قال لها إن "التوتر والاكتئاب والأعصاب هي التي أفاقت الخلايا السرطانية عندها". وأشار إلى أن أقارب المعتقلين "يعذبون معنويا ونفسيا ونعذب حتى جسديا عندما نسافر من الحسيمة إلى الدارالبيضاء ونعود مرة أخرى في نفس اليوم، إذ نقطع 1200 كيلومترا في اليوم". وحث والد الزفزافي البرلمان الأوروبي مجددا على مساندة أقارب المعتقلين بقوله "رجاؤنا من البرلمان الهولندي أن يقف إلى جانبنا"، معربا عن امتنانه للبرلمانيين الهولنديين على مواقفه الداعمة لهم. وبعد كلمته وجه أعضاء من البرلمان الأوروبي أسئلة لأحمد الزفزافي، من بينها ما يتعلق بمطالب الحراك. وفي معرض رده قال إنه "في مدينة الحسيمة وفي الريف عامة لم يُستجب لأي مطلب من الملف المطلبي الذي قدمه نشطاء حراك الريف"، وأبرز أن القوات العمومية "تملأ الشوارع والساحات والأحياء في مدينة الحسيمة"، بينما "لم يُنجز شيء من المشاريع التنموية إلى حدود اليوم"، على حد تعبيره. وحمّل والد الزفزافي الدولة المغربية مسؤولية "ما آ لت إليه الأوضاع في الريف"، مشيرا إلى أن ملف الحركة الاحتجاجية ثلاثة نقط أساسية فقط، وهي إنشاء مستشفى لعلاج السرطان، بناء جامعة وتوفير مناصب للشغل. كما أعرب أحمد الزفزافي عن رغبته في لقاء مسؤولين أوروبيين ليشرح لهم "وضعية الريف التي دخلت في احتقان شديد" على حد تعبيره، قبل أن يضيف "أنا لست إلا مواطنا بسيطا في الريف". واستشهد بالمثل المغربي "آش يعمل الميت قدام غسالو؟" (ماذا بوسع الميت أن يفعله أمام مُغسله) في إشارة إلى قلة حيلة أقارب المعتقلين، وتابع بقوله "نحن أموات وليس بيدنا شيء وأنا شخصيا ليس بيدي شيء أفعله غير الكلام وإيصال الوضع الراهن المعاش في الريف من معاناة". وأجرى والد الزفزافي مقارنة بين الوضع الراهن في منطقة الريف وما كانت عليه إبان الحماية الإسبانية، فقال إن منطقة "الريف في مرحلة الحماية الإسبانية كانت فيها مشاريع عديدة، كان فيها 12 معملا لتصبير السمك" الأمر الذي دفع الحضور للتصفيق قبل أن يردف "كان فيها 52 معملا ومصنعا، إلى درجة أنه كان يتم جلب اليد العاملة من خارج الحسيمة نظرا لقلة اليد العاملة في المدينة ولكثرة المصانع ولكن إلى حدود اليوم لم يوجد هناك مصنع واحد" ليردف "إذن هناك فرق". إلا أن أحمد الزفزافي تحاشى الحديث عن المتسبب في "ذلك الوضع" بقوله "لن أقول من تسبب في هذا لأنني إذا قلت قد يتم إلحاقي بابني". وتحدث أحمد الزفزافي عن ظروف سجن ابنه، مشيرا إلى أنه "موجود في زنزانة انفرادية منذ 6 أشهر" مردفا "حتى نيلسون مانديلا لم يبق في زنزانة انفرادية مدة ستة أشهر".