هل ستنتقم وزارة التربية الوطنية من منسقي الأساتذة المتعاقدين؟ هذا هو السؤال الذي أفرزه لقاء الوزير سعيد أمزازي، خصوصا في ظل غياب سبيل لإقناع الشغيلة التعليمية بالعودة إلى حجرات الدرس، وهو ما أعاد إلى الأذهان احتجاجات الأساتذة المتدربين و"ترسيب" بعض من قياداتهم الميدانية، وإقصائهم من ولوج الوظيفة العمومية إسوة بزملائهم. أمزازي لم يتوان في إشهار "البطاقة الحمراء" في وجه أعضاء "التنسيقية الوطنية للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد"، متهما إياهم بعرقلة المرفق العام والمساس بحق التلاميذ في التمدرس، قائلا: "سيتم الشروع في عزلهم، وهذا قرار الحكومة، وسيتم من طرف مديري الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، لأنهم هم الذين وظفوهم"، أما "المتغيبون فستباشر في حقهم مسطرة ترك الوظيفة، وستوجه إليهم إنذارات مع الاقتطاع من الأجور، ليتم عزلهم في حال لم يلتحقوا بعملهم"، وفق ما صرح به أمزازي. ونظم الأساتذة المتعاقدون مسيرات جهوية في العديد من المدن، الخميس، تنديدا بتصريحات الوزير أمزازي ومطالبته بالالتزام بضوابط المربي والمعلم عوض التهديد والوعيد، فيما توحدت شعاراتهم التي رفعت حول منسقيهم، متعهدين بعدم التخلي عن أي فرد إلى أن يتحقق المطلب الذي أخرج 50 ألف أستاذ من حجرته، وهو الترسيم داخل الوظيفة العمومية. عمر الكاسمي، منسق جهة درعة تافيلالت، قال إن "تصريحات الوزير أمزازي لا تقوم سوى بمزيد من الحشد والتعبئة في صفوف الأساتذة، ففي الوقت الذي يمضي فيه الأعضاء نحو أمورهم في أفق الحوار، يخرج الوزير بتصريحات مستفزة للأطر التربوية تجعلهم متشبثين بالتصعيد"، معتبرا أن "التهديدات الخطيرة دليل على التخبط الذي تعيشه الوزارة في هذا الملف". وأضاف الكاسمي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "سياسة التهديد والوعيد، بدل الحوار، لن تجدي"، مشير إلى أن الوزير ماض في سياسة الآذان الصماء رغم أن رئيس الحكومة طالبه بالتحاور مع الأساتذة، مسترسلا بأن "القواعد أجابت بشكل واضح على تهديدات أمزازي؛ فلا فرق بين الجميع، والمنسقون خط أحمر". وأوضح المتحدث أن "الرد سيأتي من خلال ندوة نهاية هذا الأسبوع في العاصمة الرباط، ومن المنتظر أن ينعقد مجلس وطني يصدر برنامجا نضاليا جديدا"، مشددا على أن "حالة طرد واحدة تساوي تصعيدْ خايْبْ، الجميع مستعد للقيام بالإنزالات والاعتصامات حماية للحق في الوظيفة العمومية". وأردف عضو المجلس الوطني للتنسيقية الوطنية للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد أن "العطلة البينية ستخصص لبرنامج نضالي، حيث ستتخللها مسيرات احتجاجية جهوية وإقليمية"، مشددا على أنه "إلى حدود اللحظة، لا بوادر للحوار تلوح في الأفق". بدورها، قالت رجاء آيت سي، منسقة الخميسات، إن "التنسيقية الوطنية للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد ستعقد ندوة نهاية الأسبوع وسترد على تهديدات الوزير أمزازي بشكل مسؤول"، مشددة على أن "التصريحات لا ترهب أحدا، فمنذ دخول معركة إسقاط التعاقد والجميع مستعد للطرد والاعتقال أو حتى الاستشهاد إن اقتضى الأمر". وأضافت آيت سي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "تهديدات أمزازي للأساتذة مجرد مزايدات فارغة، وإلا فليباشرها بشكل جدي ويطلق مسطرة الطرد"، مسجلة أنه "لا بوادر حوار تلوح في الأفق حتى الآن".