تحركات كبيرة في صفوف الهيئات الممثلة للمسلمين تشهدها أوروبا هذه الأيام، بعد الحادث الإرهابي الذي استهدف مسجدين في نيوزيلندا، الأسبوع الفارط، وأودى بحياة خمسين شخصا من المسلمين، وجرح عشرات آخرين. المنتدى الإسلامي الأوروبي، ومقره العاصمة الفرنسية باريس، دعا قادة مسلمي أوروبا إلى اجتماع طارئ من المزمع أن ينعقد يومي 29 و 30 مارس الجاري في مدينة هامبورغ الألمانية، "لمناقشة قضايا مواجهة نمو مشاعر الإسلاموفوبيا والهستيريا المعادية للإسلام والعنصرية". وعبر المنتدى الإسلامي الأوروبي، في بيان صادر عنه، عن "صدمته العميقة" إزاء الحادث الإرهابي الذي شهدته نيوزيلندا، مشيرا إلى أنّ هذا البلد "كان يعتبر دوما بلد التسامح والسلم، ولم يكن متوقعا أبدا أن يشهد هجوما غادرا على المصلين الأبرياء". وأكدت المؤسسة الدينية التي تتوفر على فروع في عدد من البلدان الأوروبية أنّ الهدف من الحادث الإرهابي الذي نفذه مواطن أسترالي، ووثّقه بالصوت والصورة، "ترهيب المسلمين، ليس في نيوزلندا فقط، بل في جميع بلدان العالم الغربي عموما". وقال أنور التويمي، عضو المنتدى الأوروبي الإسلامي رئيس المجلس الاستشاري المغربي بالدول الإسكندينافية، إنّ الغرض من الاجتماع الطارئ لقادة مسلمي أوروبا هو توجيه رسالة إلى الرأي العام الأوروبي، فحواها أنّ هناك مشكلة حقيقية يعاني منها المسلمون اليوم في القارة الأوروبية بسبب تصاعد العنصرية ضدهم. وأضاف التويمي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية من الدانمارك، أنّ "الرسالة التي أرسلها المجرم الذي اقترف الجريمة الشنعاء في نيوزلندا كانت موجهة إلى كل مسلمي الغرب، وليس فقط إلى مواطني نيوزلندا أو أستراليا". ومن المرتقب أن يشهد اجتماع هامبورغ حضور العديد من الشخصيات الإسلامية المرموقة من كافة بلدان أوروبا، كمفتي روسيا، ومفتي ليتوانيا، ومفتي سراييفو، ورؤساء اتحادات المسلمين في البلدان الأوروبية. واعتبر أنور التويمي أنّ السبب الحقيقي الذي أدّى إلى وقوع الحادث الإرهابي الذي أودى بحياة خمسين مسلما في نيوزلندا، والأحداث التي سبقته، والمستهدِفة للمسلمين ولمؤسساتهم الدينية في أوروبا، هو التحريض الذي تمارسه الأحزاب اليمينية لمعاداة الإسلام، وأضاف: "نريد أن نقول للمجتمعات وللساسة الأوروبيين، من خلال اجتماعنا الأسبوع المقبل، إن هناك مشكلة حقيقية، لأن العديد من الدول تتبنى توجهات سياسية يمينية متطرفة، وهذا توجه خطير لا يمكن أن نقبل به نحن المسلمون في أوروبا". في هذا السياق قال المنتدى الإسلامي الأوروبي إنّ المسلمين في أوروبا "يعيشون وسط فزع متنام، بسبب زيادة مشاعر الإسلاموفوبيا ومدّ اليمين المتطرف في العديد من البلدان الأوربية"، مبديا تخوفه من التكرار المحتمل للأعمال الإرهابية المستهدفة للمسلمين في أوربا والغرب عموما.