تعيش مدينة المحمدية منذ فترة على وقع انتشار النفايات وتكدسها في العديد من الأحياء والشوارع، إلى درجة أن الحاويات الموجودة لم تعد قادرة على استيعاب كمياتها، الشيء الذي أغضب العديد من الفاعلين الجمعويين. وانتقد العديد من المهتمين شركة النظافة "سيطًا البيضاء" المفوض لها تدبير القطاع ب"مدينة الزهور"، وطالبوا بضرورة التدخل لوضع حد لذلك، خاصة أن بعض الحاويات مكسرة والنفايات تتكدس بشكل كبير. وأمام هذا الوضع، ومن أجل تجاوز الأزمة، تفتقت عبقرية جماعة المحمدية ووضعت رقما عبر تطبيق "واتساب" للتبليغ عن الأحياء التي تعرف انتشار النفايات. وأثار هذا الإجراء استغراب بعض النشطاء والمتابعين للشأن المحلي، الذين تساءلوا ما إن إذا كان "واتساب" سيحل الأزمة بعد فشل الشركة والمجلس في ذلك. واعتبر عبد المنعم البيدوري، نائب رئيسة المجلس الجماعي المكلف بالنظافة، أن هذا الرقم تم وضعه من لدن الجماعة "تفاعلا مع الشكايات التي يتقدم بها المواطنون، في الوقت الذي يجب على الشركة أن تقوم بهذا الدور وتتفاعل مع الساكنة". وأضاف المتحدث أن "هذه الخطوة تروم تهييئ الشركة المقبلة التي سترسو عليها صفقة تدبير القطاع من أجل التفاعل مع المواطنين وشكاياتهم، فيما سيكون المجلس مكلفا بالمراقبة فقط". وبعدما نفى في تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية وجود مشكل في نظافة مدينة الزهور، لفت النائب الثامن لرئيسة المجلس إلى أن "المشكل يتمثل في قلة الحاويات التي يتعرض بعضها للسرقة، ما يؤدي إلى انتشار الأزبال في بعض الأحيان". وقال المستشار الجماعي المكلف بقطاع النظافة، ضمن تصريحه، إن "المجلس سيعمل في حالة استمرار الوضع على ما هو عليه على اقتناء حاويات جديدة في انتظار قدوم الشركة الجديدة التي ستتولى تدبير القطاع". وقرر المجلس الجماعي التمديد لمدة عشرة أشهر لشركة "سيطا البيضاء" التي انتهى العقد معها بشكل رسمي أواخر السنة الماضية، في انتظار إطلاق طلب عروض جديد وشروع الشركة التي سترسو عليها الصفقة في الخدمة في شتنبر المقبل. ويرجع التمديد لهذه الشركة التي سبق لمجلس مدينة الدارالبيضاء أن قام بفسخ العقد الذي يجمعه بها إلى كونها التجربة الأولى لمجلس المحمدية الذي لم يطلق طلب عروض إثر التأخر في إعداد دفتر التحملات، الذي تم رفض نسخته الأولى من طرف المعارضة بالمجلس بمبرر أنه لا يساير طموحات الساكنة ولن يمكن من القضاء على النفايات التي تعم مختلف الأحياء.