تفاجأ العديد من الفاعلين الجمعويين والمنتخبين بمدينة المحمدية، الجمعة، في الندوة الصحافية التي نظمتها الجماعة للكشف عن اسم الشركة التي نالت صفقة تدبير قطاع النظافة والنفايات المنزلية، بكون الفائزة بها شركة ليست بحجم "سيطا البيضاء" التي دبرت القطاع وعاشت معها المدينة العديد من المشاكل. ورست الصفقة التي شاركت فيها ست شركات، بعد دراسة الملفات الإدارية والتقنية والمالية من طرف اللجنة المكلفة بفتح الأظرفة الخاصة بطلبات العروض، على شركة "SOS"، وهو ما اعتبره العديد من المهتمين، وضمنهم نقابيون في قطاع النظافة بالمدينة، ينطبق عليه المثل "تمخض الجبل فولد فأرا"، خصوصا أن المدينة فشلت فيها شركة كبرى وأثارت طوال السنوات الأخيرة احتجاجات من لدن مختلف الفاعلين. وبينما يرى فاعلون جمعويون أن الشركة النائلة للصفقة قد تجد صعوبات كبيرة في تدبير القطاع بالمحمدية، فإن نائب رئيس الجماعة المكلف بالنظافة أكد، في جوابه على سؤال لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "اللجنة تدرس الملفات الإدارية والتقنية، والشركة تظل المسؤولة عن مدى قدرتها على مواجهة النفايات من عدمه". ولفت المسؤول الجماعي في حديثه لهسبريس إلى كون الشركة المذكورة "تسير مدنا من حجم مدينة المحمدية، ما يعني أنها ستكون قادرة على مواجهة الوضع بالمدينة بالرغم من تخوفات الجمعويين وعمال النظافة". وعرفت الندوة غيابا واضحا لعدد من الأعضاء المحسوبين على حزب الاتحاد الاشتراكي الذين يشكلون الأغلبية، وهو ما فهم منه غضب هؤلاء على الطريقة التي تم التعامل بها معهم في تدبير هذا الملف الذي يحظى باهتمام الرأي العام بالمدينة. وتشير المعطيات المتوفرة لدى هسبريس إلى أن مصير هذه الصفقة يظل معلقا بيد المنتخبين، حيث بدأ البعض منهم يتحدث عن عدم تمريرها والمصادقة عليها في الدورة المقبلة، وهو ما نبه إليه النائب المكلف بالقطاع بالقول: "ما تزال أمامها (الصفقة) مجموعة من المساطر، وعلى رأسها المصادقة عليها في الدورة". وعن مصير عمال النظافة بالشركة الحالية التي ينتهي عقدها في أواخر غشت المقبل، قال عبد المنعم البيدوري، المستشار بمجلس المحمدية: "سيتم تحويلهم مباشرة للشركة الجديدة"، مشيرا إلى كون "دفتر التحملات يلزمها بذلك، ما يعني أن حقوق الشغيلة ستظل مضمونة". ومعلوم أن ست شركات تنافست على الصفقة المذكورة، وتم استبعاد ملف شركة "ميكومار". وبعد الدراسة التقنية للملفات، تم استبعاد شركتي أوزون وأطلس، لتلقى شركة أفيردا المصير نفسه خلال الدراسة المالية، وتتبعها شركة "ديرشبورغ"، لترسو الصفقة في النهاية على شركة "SOS". وبحسب جماعة المحمدية، فإن دفتر التحملات الجديد سيعتمد على الالتزام بالنتائج، وكذا الفرز من المصدر في بعض المناطق، وتهيئة نقط التجميع، ثم تجهيز بعض الأماكن بالحاويات الأرضية، ناهيك على استعمال نظام تحديد المواقع" جي بي إس" لتتبع وتحسين جودة الخدمات.