رداً على ما أُثير بشأنِ اسْتدعاء سفيري المغرب من المملكة العربية السعودية والإمارات، أكّد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، أنَّ "تواجد الديبلوماسيين المعنيين في المغرب لمْ يكنْ بسبب ما أثير في وسائل الإعلام، وإنما من أجل المشاركة في اجتماعات لها ارتباط بما تعرفه منطقة الشّرق الأوسط من تحولات يقرُّ العالم بوجودها"، وفقَ تعبيره. تصريحُ بوريطة هذا جاء في سياق ردّه على سؤال صحافي أثيرَ على هامش جلسة مباحثات رسمية جمعته اليوم مع نظيره الإسباني جوزيب بوريل، في إطار الزيارة التي يقوم بها العاهل الإسباني "ضون" فيليبي السادس إلى المغرب بدعوة من الملك محمد السادس، وتوضيحا لما أثير حول وجود "توتر" صامت بين المغرب والمملكة السعودية. وقال بوريطة إنَّ "استدعاء السّفير في العُرف الدبلوماسي يتمُّ بشكل واضح وعبر قنوات معروفة، ويجب أن يتمَّ إخبارُ الدولة التي يوجدُ بها السفير"، مضيفا أن "كل الأخبار التي رافقتْ هذا الموضوع لمْ تكن مضبوطة، وغير صحيحة"، موضحا أن السفيرين "كانا في المغرب لحضور اجتماعات، وقد عادا إلى مقرّيْ عملهما بعد انتهاء هذه الاجتماعات". وبشأنِ العلاقات مع منطقة الخليج، قال الوزير المغربي إن "هذه العلاقات تاريخية، خاصة تلك التي تجمع الرباط بالمملكة العربية السعودية والإمارات، وهي علاقات قوية ولها جذور في الزمن، قائمة على الاحترام المتبادل"، مورداً أن "الاستدعاء كان طبيعيا من أجل دراسة التحولات التي تعرفها منطقة الخليج وتأثيراتها المحتملة على المغرب". وأشار المسؤول الحكومي إلى أن "العالم يقرُّ بوجود تحولات تقع في منطقة الشرق الأوسط وبأن هناك أمورا كثيرة لم تكن تقع في السابق، وهو ما دفع المغرب إلى الاتصال بسفرائه بهذه المنطقة من أجل دراسة هذه التحولات باشْ نْعرفُو أشْ واقع"، على حد تعبيره. وكانت مصادر دبلوماسية أوضحت لهسبريس أن وجود سفيري المغرب بالسعودية والإمارات بالعاصمة الرباط جاء "في إطار عملية تشاور معهما، وليس استدعاء كما روجت لذلك بعض وسائل الإعلام الدولية"، مشيرة إلى أنه بعد ذلك عادا إلى مقرّيْ عملهما بشكل طبيعي خلال بداية الأسبوع الجاري. وكالة الأنباء الأمريكية "أسوشييتد برس" سبق أن أشارت، ضمن قُصاصة لها، إلى أن استدعاء سفير المملكة المغربية في الرياض جاء بعد تقرير تلفزيوني تطرق لقضية الصحراء بث على قناة سعودية، وفق تصريح لمسؤول في الحكومة المغربية. وأضاف المنبر ذاته أن المغرب لم يعد يشارك في التدخلات العسكرية أو الاجتماعات الوزارية في التحالف الذي تقوده السعودية. لكن السفير اليمني المعتمد في المغرب، عز الدين الأصحبي، نفى انسحاب أو وقف المغرب مشاركته ضمن التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن ضد الحوثيين منذ سنوات؛ وذلك رداً على ما تم تداوله إعلامياً في هذا الموضوع.