قال طارق العاطفي، رئيس تحرير جريدة هسبريس الإلكترونية، إن مقصد منشور "مسارات - وجوه مغربية بالخليج" هو محاربة الصور النمطية المنتشرة حول مغاربة العالم، وتقديم نماذج مغربية ناجحة في منطقة الخليج تعبّر عن قدرة الإنسان على "تحقيق طموحاته بتحديد أولوياته والعمل الجاد والاندماج في الفضاء الذي يحتضنه". وفي سياق تقديمه المنشور الجديد، الذي أُعدّ بشراكة بين جريدة هسبريس الإلكترونية ومجلس الجالية المغربية بالخارج، أمس الأربعاء برواق المجلس بالمعرض الدولي للنشر والكتاب في دورته الخامسة والعشرين، ذكر العاطفي أن المرحلة الرابعة من إعداد بورتريهات مغاربة العالم استغرق أداؤها ميدانيا زهاء شهرين من الزمن، تَمّ خلالها لقاء مغاربة موجودين في الإمارات وسلطنة عمان والبحرين. ويتضمّن المنشور الجديد، حسب العاطفي، 100 بورتريه سبق أن نشرت على صفحات جريدة هسبريس الإلكترونية، تحضر فيها المرأة بنسبة سبعة وثلاثين بالمائة. وأضاف موضّحا أن إعداد "وجوه مغربية بالخليج" استدعى اللقاء بمغاربة بمنطقة الخليج يعملون في مجالات مرتبطة بخدمات الأنترنت، والاستشارة الرقمية، ويشتغلون في المجال الفني، خصوصا التشكيل والغناء، إضافة إلى الفندقة والضيافة والطيران والصحافة والعلوم والتعليم والرياضة وتصميم الأزياء. ورأى العاطفي في إتاحة مجلس الجالية المغربية بالخارج تحميل سلسلة "مسارات" إلكترونيا وتوفيرها على حوامل رقمية، تقاطعا في شراكته مع هسبريس؛ "لإيمان المجلس بأدائنا الإلكتروني وإيماننا بخرجاته الورقية"، وفق تعبيره. وعدّد رئيس تحرير جريدة هسبريس الإلكترونية "أسباب الهجرة إلى الخليج" مركّزا على رهانات دول هذه المنطقة على المجال الرقمي، وذكاء اقتصادها بالاستثمار في التكنولوجيا الحديثة، وهو ما يشكّل فرصة بالنسبة إلى المغاربة لانفتاحهم على هذه التقنيات، ويمكّنهم من التكتّل. كما أشار إلى أن من بين الأسباب التي دفعت هاته الأسماء إلى الهجرة إلى الخليج المستوى العالي للرواتب، رغم إكراه ارتفاع مستوى العيش، مسجّلا أن عددا كبيرا ممّن التقى بهم لم تكن هجرتهم مباشرة، بل استقرّوا في دول تكوّنوا بها، ثم انتقلوا إلى منطقة الخليج. وعبّر العاطفي عن سعادته بإصدار كتاب "وجوه مغربية في هولندا"، الذي كان الموجة الثالثة من الاشتغال على "المسارات"، مبيّنا أن من أبرز ما روعي في إعداد هذا العمل "محاربة الصورة النمطية، والسماح لأسماء مغربية أخرى، لم تستهلك إعلاميا، بالحضور". البورتريهات الأربعون التي تضمّنها المنشور حول مغاربة هولندا تستحق العناية والتعريف، حسب الإعلامي المغربي، الذي سجّل "الحضور والمكانة المتميّزة لمغاربة هولندا، الذين وصلوا إلى الجيل الثالث، على مستوى التدبير المحلي والكتابة". وأشار العاطفي إلى الإشكال الذي تطرحه معايير الاشتغال على سلسلة مسارات مغاربة العالم في الشِقّ المتعلق باختيار من يستحقّون العناية والتعريف. وزاد موضّحا أن "هناك آليات ووسائل لتحديد الأسماء الأكثر أهمية، باعتبارات ذاتية وموضوعية تقدّر أن مسارهم ليس سيّئا، وليس جيّدا فحسب، بل هو مسار يستدعي التعريف به". هذه الكتب التي تناولت مسارات مغاربة العالم في إسبانيا وإيطاليا وهولندا والخليج وأعدّها من هسبريس طارق العاطفي وأمين الخياري بشراكة مع مجلس الجالية، ستكون محطّتها القادمة، حسب العاطفي، إعداد كتاب يتضمّن سلسلة من البورتريهات عن المغاربة في عمق القارة الإفريقية.