أثارت قضية تشييد الجزء المهدم من سُور في واجهة "دوار بيه"، الموجود بتراب عمالة عين السبع الحي المحمدي بالدار البيضاء، ضجة واسعة بمواقع التواصل الاجتماعي، خاصة أنها تأتي تزامنا مع زيارة الملك محمد السادس إلى العاصمة الاقتصادية. واعتبر عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي أن تشييد هذا السور على جنبات الدوار في الطريق المؤدية إلى الطريق السيار يعد خطوة لإخفاء الكاريان عن المارة بجنباته، خاصة أن الملك محمدا السادس الذي سيقوم بإعطاء انطلاقة خط الترامواي بمقاطعة سيدي البرنوصي يمكن أن يلحظ براريك الدوار خلال مروره من عين المكان. وعملت مصالح عمالة عين السبع الحي المحمدي على تشييد جزء من السور الذي كان قد تعرض للهدم؛ ما جعل ساكنة الكاريان يستغربون من هذه الخطوة في هذه الظرفية بالذات التي تتزامن مع استعدادات لزيارة ملكية. واعتبر سعيد تيكاوين، أحد سكان الدوار، أن السور أسهم في تأجيج الوضع "وكان لنا موقف من الظرفية التي تم تشييده فيها، فعلى الرغم من كونه سور قديم، فإن الظرفية هي المشكل". ولا تقف معاناة ساكنة الدوار عند هذا السور؛ بل إن انتفاء الحوار مع فعاليات المجتمع المدني جعل الوضع ملتبسا لدى ساكنة أقدم الكاريانات بالدار البيضاء، حيث شدد المتحدث نفسه على أن "الساكنة تعاني من انقطاع باب الحوار مع الجمعيات والسلطات المحلية، حيث وصل إلى الباب المسدود، نحن نريد أن نتفادى الاصطدام مع السلطات، لذا ارتأينا أن نناشدها للنظر بتبصر إلى مسألة الترحيل". وأوضح المتحدث، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "العديد من المشاكل ستطفو إلى السطح في حالة ما لم يتم فتح باب الحوار قبل اللجوء إلى عملية الترحيل"، مشددا على أنهم ليسوا ضد مغادرة المكان؛ "بل نحن مع توجه الدولة والرؤية الملكية، لكن العملية يجب أن تضمن كرامة المواطن، ونطالب بالجلوس إلى طاولة الحوار". من جهته، عبد الله الحتاك، رئيس جمعية التقدم الاجتماعية بدوار بيه، أكد أن السلطة مطالبة اليوم ب"أن تمنحنا سكنا لائقا للجميع دون إقصاء، ونطلب منها القيام باستدعائنا قبل ذلك، حتى لا يتم تشريدنا على غرار بعض الدواوير؛ فهناك تلاميذ يتابعون الدراسة، ولا يجب أن نقوم بتشريد أحد". بدوره، سعيد طواو أكد أن الساكنة تعاني الكثير داخل الكاريان، موضحا في تصريحه "الصور التي تم التقاطها من طرفكم خير دليل، نحن نعاني الأمرين هنا، في مختلف الفصول سواء شتاء أو صيفا"، داعيا الجهات الوصية إلى تحديد مكان لرحيلهم ومنحهم بقعا أرضية وليس تركهم يواجهون المصير لوحدهم، خاصة أن" هناك أسرا معوزة لا تملك شيئا". وتشهد منطقة عين السبع استنفارا كبيرا، بسبب الزيارة الملكية المرتقبة إلى سيدي البرنوصي. وقد انتشرت، كما عاينت الجريدة، ظهر اليوم الثلاثاء، بالقرب من الطريق الرابطة بين عين السبع وسيدي البرنوصي وكذا بمركز العاصمة الاقتصادية.