أصبح لقاطني دور الصفيح والمنازل الآيلة للسقوط بالدارالبيضاء أياما مسماة في كل أسبوع للذهاب إلى مقرات عمالاتهم. هذه المواقيت المحددة لا تتعلق بتنظيم قضاء أغراضهم الإدارية، بل هي مواعيد قارة ورسمية برمجتها السلطات المحلية لعقد لقاءات أسبوعية مع ممثلي المتضررين من ملفات إعادة إيواء سكان الكارينات والمساكن غير اللائقة. فقد صار مثلا لقاطني «كاريان باشكو» موعد في يوم الثلاثاء للقاء بمسؤولي عمالة أنفا، و«كاريان سنطرال» له يوم الجمعة بعمالة عين السبع الحي المحمدي، و«دوار السكويلة» وغيرها من الكاريانات المجاورة في يومي الأربعاء والخميس بعمالة البرنوصي. هذه المواعيد المخصصة لجلسات الحوار بين لجن سكانية تنوب عن قاطني الأحياء الصفيحية والمتقادمة وبين ممثلين عن العمالة والمقاطعة ومؤسسة العمران، كانت منذ تقريرها في الشهور الأخيرة تعتبر في نظر المتضررين من ملفات إعادة الإسكان «مجرد وسيلة لامتصاص غضب قاطني الكاريانات»، الذين أصبحوا ينظمون وقفات احتجاجية واعتصامات أمام الولاية أو مقرات العمالات أو بشارع محمد السادس قرب القصر الملكي بحي الأحباس»، بينما تصفها السلطات المحلية ب«طريقة تواصلية للحوار المباشر مع المعنيين بهدف الإستماع إلى شكاويهم واقتراحاتهم في سبيل إيجاد الحلول المناسبة للمشاكل العالقة». وفي تطور للرفع من وتيرة وجدية هذه اللقاءات الأسبوعية، تدخل على الخط في بحر الأسبوع الماضي والي الدارالبيضاء الكبرى، الذي كلف لجنة من الولاية للإشراف على فتح حوار مع ممثلي قاطني الكاريانات ومع المتدخلين الاجتماعيين والاقتصاديين في قطاع السكن، حيث أعيطت في هذا السياق «توجيهات» إلى السلطات المحلية والعمال بالمناطق التي توجد بها أحياء صفيحية ودور آيلة للسقوط لعقد لقاءات مع ممثلي السكان قصد معالجة كل القضايا والمشاكل المطروحة. ممثلون للسكان بكل من دوار السكويلة وكاريان سنطرال، أكدوا في اتصال ل«جريدة الأحداث المغربية» أن هناك بالفعل لقاءات تتم في مواعيد محددة داخل مقري عمالة البرنوصي كل يوم أربعاء، وبعمالة عين السبع المحمدي كل يوم جمعة. نفس الأمر أكدته مصادر من كاريان باشكو بأن لقاءهم يتم كل يوم ثلاثاء بعمالة أنفا. وبخصوص هذه اللقاءات الأسبوعية، صرح «أحمد بريجة» رئيس مقاطعة سيدي مومن، أن المسؤولين بعمالة البرنوصي أصبحوا يستقبلون في مواعيد محددة ما أسماه «لجن الحكماء»، التي تمثل كل واحدة منها أحد الأحياء الصفيحية، المستفيدة من مشاريع إعادة الإسكان بالمنطقة، مضيفا أن هذه الحوارات المفتوحة بين ممثلي السكان والسلطات المحلية والترابية، تدخل في إطار موضوع الإتفاقية الأخيرة لجلالة الملك حول القضاء على مدن الصفيح بالعاصمة الاقتصادية، التي تهم الشطر الأخير المحدد في أفق سنة 2013. ومشيرا في سياق تثمينه لبرامج إعادة قاطني الكاريانات، أنه تم إزالة حوالي مائة وثمانية آلاف براكة على صعيد الدارالبيضاء، ولم يتبق إلا ما مجموعه 45 ألف براكة. وبالموازاة مع معاول هدم البراريك والحوارات الجارية بين السكان السلطات المحلية، تبقى ملامح أحياء الصفيح والمنازل الآيلة للسقوط قائمة بكل من دوار السكويلة وغيره بالبرنوصي، ولكريمات والقامرة وسنطرال بعين السبع، وشنيدر، وعرصة بن سلامة، وحي بوطويل، والمقبرة اليهودية، ودرب حمان من المدينة القديمة، ودرب غلف، بعمالة أنفا، وكاريان باشكو بأنفا..، والقائمة طويلة في أرجاء المدينة العملاقة.