نظم سكان الأحياء الصفيحية وسكان المنازل الآيلة للسقوط في المدينة القديمة، بتأطير من اللجنة المكلفة بملف السكن في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، ظهر يوم الأربعاء الماضي، وقفة احتجاجية دامت ساعتين،سكان الكريانات في وقفة احتجاجية سابقة يسبريس أمام مقر عمالة عين السبع، الذي يوجد بقربها الحي الصفيحي دوار المعلم عبد الله، الذي يأوي 120 أسرة، منها 80 أسرة محصية، للاستفادة من سكن لائق. وطالب المحتجون بتنظيم لقاء مع عامل عمالة عين السبع، الذي هو نفسه عامل عمالة البرنوصي، لطرح مشكل سكان "الكريانات" في تراب العمالتين، وإشكالية محاصرة المشاريع السكنية، لقاطني الدور الصفيحية في دوار الكريمات ودوار المعلم عبد الله، وقال سعيد شهاب، المكلف بملف السكن في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، إن "السلطات في هاتين العمالتين تكتفي بحماية أصحاب المشاريع السكنية العملاقة، الذين يجنون أرباحا كبيرة من وراء هذه المشاريع الموجهة لمتوسطي الدخل، فوق أراض عاش فوقها سكان الكريانات عشرات السنين، ولا تعير أي اهتمام لمطالبهم، بل تزيد من تشديد الخناق عليهم وتتجاهلهم". واستغرب المتظاهرون للغياب الكامل للمنتخبين، لمساندتهم في محنتهم هذه، رغم أنهم يكونون ورقة حاسمة في الصراع الانتخابي في كل الاستحقاقات الانتخابية، ويذكر، في هذا الصدد، أن سكان كاريان ابن مسيك هم من كان لهم الفضل في نجاح كريم غلاب، وزير التجهيز، ومستشارة في مجلس المدينة، في الاستحقاقات الماضية، كما أن سكان دوار المعلم عبد الله هم من رجحوا كفة ياسمينة بادو، وزيرة الصحة، ومستشارة في مجلس المدينة. واعتدت السلطات العمومية في عمالة مقاطعات البرنوصي، في الدارالبيضاء، بالضرب على المواطن عبد النبي عبد المجيد، وأرغمته على مغادرة كوخه "براكة"، في بلوك 6 بدوار السكويلة. وأفادت مصادر "المغربية" أن السلطات استغلت غياب عبد النبي عن كوخه، صباح أول أمس، لتتوجه له معززة بسبعة عشر عنصرا من القوات المساعدة، وشرعت في هدم براكته، قبل أن يلتحق المتضرر بالمكان، وحاول حماية كوخه، إلا أنه تعرض للتعنيف والضرب المبرح من قبل السلطات، التي اعتقلته وجرى اقتياده إلى الملحقة الإدارية لدوار السكويلة. واستعانت السلطات بسيارة شحن صغيرة "هوندا" لحجز تجهيزاته المنزلية ونقلها إلى المحجز البلدي، وأحرقت أثاثه المنزلي في بلوك ستة، الذي توجد فيها ست أسر لم يجر إيواؤها بعد، وقامت السلطات بهذه الخطوة لتسهيل عملية بناء الشطر الأخير، من التجزئة السكنية "السلام"، وسبق لعبد النبي أن تعرض لاعتداء مماثل في السنة الماضية، وقدم عدة شكايات إلى وزارة العدل والإسكان، لإنصفه، لكن دون جدوى. وأفرج على عبد النبي، بعد تدخل جمعيات المجتمع المدني وسكان "الكريانات"، الذين نظموا وقفة احتجاجية أمام الملحقة الإدارية، ووعدته السلطات بتوفير مبلغ ألف و400 درهم، لاكتراء منزل بالقرب من المنطقة التي يسكن بها، مقابل تركه ل "البراكة" التي كان يسكن فيها. وكان عدد من المسؤولين تعهدوا، خلال لقاء نظم في مجلس مدينة الدارالبيضاء، بإيجاد حل مستعجل لمشكل السكن في العاصمة الاقتصادية، وخصص اللقاء، الذي جمع الوالي محمد حلاب وعلال السكروحي، مدير الجماعات المحلية، ومحمد ساجد، رئيس مجلس المدينة، وأعضاء المجلس، للزيادة في وتيرة محاربة مدن الصفيح، وتحريك ملف السكن غير اللائق في العاصمة الاقتصادية، التي توجد فيها 98 ألفا و319 أسرة تسكن مدن الصفيح، انطلاقا من إحصاء 2007. وأوضح إفراسن، مدير شركة إدماج السكن، أن أهم الاختلالات، التي يعرفها مشروع مدن الصفيح في الدارالبيضاء، هو الوعاء العقاري، والعائلات المركبة. وأكد، خلال اللقاء ذاته، أن عدد العمليات المنجزة وصل إلى 42 ألفا و175 عملية، في حين أن العمليات غير المنجزة يصل عددها إلى 42 ألفا و403 عمليات. وعن المشاكل التي حالت دون السير العادي لهذا المشروع، ركز إفرسن عن القضايا التي تتعلق بالعائلات المركبة وعدم انخراط بعض المؤسسات البنكية في مشروع فوكاريم، وأضاف مدير شركة إدماج السكن عن ضرورة تعبئة 500 هكتار المفتوحة في وجه التعمير والإسراع في تحيين اللوائح والقوائم النهائية وتزويد بنك المعلومات بالأسر المستفيدة، وإيلاء عناية خاصة بملفات عمليات إعادة إسكان دور الصفيح. إلى جانب هذا، يعيش سكان مجموعة من الأحياء الصفيحية، ضمنها سكان كريان الكريمات ودوار السكويلة ودوار المعلم عبد الله، أياما مرعبة، بعد أن تسلل إلى علمهم أن السلطات العمومية تنوي هدم عدد من المنازل، التي تعتبرها غير شرعية، وقال حميد.ش، من سكان كريان الكريمات، "إن خبر قدوم السلطات لهدم "البراريك" انتشر وسط السكان منذ الأسبوع الأول من الشهر الجاري، ومنذ ذلك الحين ونحن في حالة يرثى لها، لأن السلطات عازمة على هدم منازلنا لتسهيل مهمة المنعش العقاري، الذي يريد إكمال الشطر الرابع من مشروعه السكني، دون الأخذ بعين الاعتبار حالتنا الاجتماعية والمادية"