عاش سكان الحي الصفيحي في دوار الكريمات، التابع لتراب عمالة مقاطعات عين الشق بالدارالبيضاء، أول أمس الاثنين، صباحا مرعبا، بعد انتشار خبر قدوم السلطات العمومية إلى الدوار، لتنفيذ حكم قضائي، يقضي بالإفراغ وهدم مجموعة من "البراريك"، التي توجد فوق قطعة أرضية، سيبنى فوقها الشطر الرابع من مشروع سكني. سكان الكريانات في وقفة احتجاجية سابقة (خاص) وأجبر نساء ورجال الدوار المعنيون بقرار الهدم على المكوث بمنازلهم، في انتظار قدوم السلطات العمومية، محاولة منهم للوقوف أمام هذه الأخيرة كي لا تنفذ قرارها، القاضي بهدم مجموعة من المنازل الصفيحية. وأكد مصدر "المغربية" في دوار الكريمات، فضل عدم ذكر اسمه، أن خبر قدوم السلطات لهدم "البراريك" انتشر وسط السكان، منذ يوم الجمعة الماضي، وقال المصدر ذاته "منذ نهاية الأسبوع الماضي، ونحن في حالة يرثى لها، لأن السلطات عازمة على هدم منازلنا لتسهيل مهمة المنعش العقاري، الذي يريد إكمال الشطر الرابع من مشروعه السكني، دون الأخذ بعين الاعتبار حالتنا الاجتماعية والمادية". ومن المنتظر أن يستفيد سكان دوار الكريمات، من شقق سكنية تصل مساحتها في أحسن الأحوال إلى 48 مترا مربعا، الشيء الذي يرفضه السكان جملة وتفصيلا، مبررين رفضهم بأن هذه الشقق لن تضمن لهم سكنا لائقا وحياة كريمة، خاصة أنهم كانوا يقطنون ببقع أرضية تتراوح مساحتها بين 200 و300 متر مربع. وينوي سكان "الكريانات" في العاصمة الاقتصادية، بتأطير من الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، تنفيذ سلسلة من الوقفات الاحتجاجية والاعتصام أمام مجموعة من المؤسسات العمومية، يبدأونها الثلاثاء المقبل، بوقفة احتجاجية أمام المحكمة الابتدائية أنفا، وسيتزامن هذا مع موعد بت المحكمة ذاتها، في ملفات تتعلق بسكان الأحياء الصفيحية، لأن هذه المحكمة، حسب سعيد شهاب، المكلف بملف السكن في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، هي من تصدر أحكاما بالإفراغ. وبعدها سينظم السكان وقفة أخرى أمام القناة الثانية "دوزيم"، مبررين قرارهم بأن القناة تمارس تعتيما إعلاميا حول هذا الملف، وبعد ذلك سيعتصم السكان، مجددا، أمام مقر مجلس مدينة الدارالبيضاء، يوم الدورة العادية لمجلس المدينة. وأوضح شهاب أن هذه الوقفات، تأتي بعد أن أخلف مسؤولو مجلس المدينة وعودهم، لمواصلة التفاوض حول هذا الملف. وقال "بعد الجلسات التي جمعتنا بمسؤولي مجلس المدينة، لم يف هؤلاء بوعودهم، بمواصلة الحوار وعقد جلسات أخرى، مبررين موقفهم بوجود ضغوطات وتزامن هذا مع الزيارة الملكية لمدينة الدارالبيضاء".