استعانت السلطة المحلية بمدينة سلا، أول أمس، بالقوة العمومية لإفراغ وهدم عدد من البراريك الموجودة بالحي الصفيحي «دوار جديد»، وإفساح المجال أمام إقامة مركز صيانة الطرامواي. وحسب مصادر مطلعة، فإن قرار الإفراغ بالقوة اتخذ بعد تعذر إيجاد حل لإيواء قاطني هذه البراريك، وتزايد الضغط على وكالة تهيئة ضفتي أبي رقراق التي تلتزم بتواريخ محددة مع الشركة الفرنسية المكلفة بتصنيع عربات الترامواي، علما بأن إنجاز مركز الصيانة تأخر عن موعده بشهور بالنظر إلى عدد من المشاكل التقنية التي واجهت هذا المشروع منذ بدايته. عملية الإفراغ والهدم لم تخل من مشاحنات كادت تتطور إلى مواجهة عنيفة بين بعض المتضررين وأفراد من قوات التدخل السريع والقوات المساعدة، حيث تم اعتقال بعض سكان هذا الحي الصفيحي قبل الإفراج عنهم لاحقا، بالإضافة إلى اعتقال مراسل صحفي كان يتابع عملية الهدم. ولجأت إحدى السيدات المسنات إلى الصعود إلى سطح براكتها مهددة بإيذاء نفسها في حالة الاقتراب من مسكنها الصفيحي، في حين قام آخرون بمحاولة حماية البراريك بأجسادهم في مواجهة الجرافات. وكانت العشرات من عناصر التدخل السريع والقوات المساعدة قد انتشرت بحضور عدد من المسؤولين بالمدينة، في وقت مبكر من صباح أول أمس، في محيط هذا الدوار الذي يعود إلى أكثر من أربعة عقود، لتنفيذ قرار الإفراغ والهدم في حق بعض الأسر التي طالبت بضرورة إيجاد مأوى لأفرادها المتزوجين والذين لهم أطفال عوض حشرهم من جديد في البراريك التي عرضت عليهم السلطة بناءها في منطقة قريبة من حيهم، وهو ما اعتبروه محاولة للتخلص منهم بأية طريقة لصالح مشروع الطرامواي، عوض البحث عن حل جذري لعشرات البراريك الصفيحية الموجودة بالمنطقة.