قبل سنوات قليلة خلت، كان حي سيدي مومن في الواجهة، حين أكسبته أحداث 16 ماي 2003 الأليمة، شهرة لا زال صداها السلبي يتردد حتى الآن، وهاهو يعود مرة أخرى، بعد أزيد من سبع سنوات للواجهة، لكن بصورة أخرى وشهرة أخرى. وتحت شعار «النضال النضال أولادنا في خطر» نظم سكان الأحياء الصفيحية بسيدي مومن، وبدعوة من لجنة الدفاع عن الحق في السكن اللائق، والجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع البرنوصي، عشية أول أمس الخميس، وقفة احتجاجية دامت ساعات، أمام مقر مقاطعة سيدي مومن بالدارالبيضاء. وقبل الوقفة الاحتجاجية بساعات، داهمت السلطات المحلية كاريان سيدي مومن القديم في إطار حملات الإفراغ لتصطدم بسكان الكاريان المدعومين من طرف الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع البرنوصي، لتتراجع السلطات عن الإفراغ وسط احتكاك مباشر بسكان الكاريان. وفي سياق متواصل، قال مشاركون في الوقفة إن عددا من الأسر تم تهميشها رغم مجموعة من الشكايات الموجهة إلى السلطات المحلية، لكن لم يتم التعامل مع شكاياتهم بالجدية المطلوبة من قبل المسؤولين، وفي كل مرة يتم تأجيل ترحيلهم. وطالب المحتجون بضرورة أن تتخذ الدولة قرارا يقضي برفع المنعشين العقاريين أياديهم عن هذا الملف، كي لا يكونوا ضحايا للمضاربات العقارية. ويحكي محتج من دوار السكويلة لبيان اليوم، كيف تم الاعتداء عليه من طرف القائد وأعوانه، بعد رفضه إفراغ «البراكة» التي يقطن فيها، مضيفا أنه تعرض لكل أنواع المهانة والسب والشتم من طرف القائد. وفي سياق متصل، قال نورالدين الرياضي رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، فرع البرنوصي، إن الجمعية تساند وتؤازر بكل قوة مطلب حق السكن اللائق كحق من حقوق الإنسان، كما تطالب بفتح حوار جاد بين السلطات المعنية بملف السكن والمواطنين. وسجل الرياضي عدم استجابة السلطات لحد الآن بتجاهلها لمطالب السكان المعنيين، رغم تنظيم عشرات الوقفات الاحتجاجية خلال الأشهر الأخيرة بكل من عمالات البرنوصي سيدي مومن، عين السبع الحي المحمدي، آنفا، وأمام ولاية الدارالبيضاء، ومقر الوكالة الحضرية، بالإضافة إلى مقر القناة الثانية، مؤكدا في نفس السياق أن الاحتجاجات ستبقى مستمرة بكل الأشكال النضالية إلى أن تتم الاستجابة لهذه المطالب الأساسية. وكما كنا قد أشرنا في روبورطاج سابق، فإن انتفاضة الكاريانات تنذر بصيف بيضاوي ساخن، بدأت سخونته تزداد مع ازدياد موجة الاحتجاجات التي أصبحت بصمة يمتاز بها حي سيدي مومن.