سيدي مومن مرة أخرى.. شاب يقتل، الثلاثاء المنصرم، أمه وشقيقته الحامل وابنها وزوجها بساطور، في مجزرة رهيبة، تذكر بالأحداث الأليمة، التي اشتهر بها هذا الحي الشعبي، في ضواحي الدارالبيضاء.مغربيات يشجعن المنتخب الوطني بمركب محمد الخامس - الأرشيف قدرُ سيدي مومن أن يتصدر صفحات الجرائد ونشرات الراديو والتلفزيون بأخبار تفوح منها رائحة الموت والبارود، في الوقت الذي يزخر به الحي بطاقات شابة، تتحدى جميع الصعوبات، لتجعل لنفسها موطئ قدم في الساحة الوطنية، في السياسة والاقتصاد والرياضة. مجموعة من الفتيات بسيدي مومن أنشأن منذ ثلاث سنوات فريقا لكرة القدم، هدفه ليس فقط تحقيق الألقاب، بل أيضا تحسين صورة الحي في وسائل الإعلام وبين عموم الناس، الذين ما زال أغلبهم يربط سيدي مومن بالإرهاب، ويضع أبناءه جميعا في سلة المتهمين بالانحراف والإجرام ، بدون دليل أو إثبات. "النسيم" هو اسم الفريق النسوي الذي تقوده بنات سيدي مومن لتحقيق الألقاب، ولفت الانتباه إلى الذين يصنفونه في خانة الخطر. لكن لاعبات "النسيم" يشتكين غياب العشب الاصطناعي في ملعبهن البلدي، الذي لم يستفد من البرنامج الوطني لتأهيل كرة القدم، الهادف إلى تعشيب الملاعب وتجهيزها بوسائل العمل الضرورية. لاعبات الفريق أحرزن في السنة الأولى من إنشائه صدارة الترتيب في المجموعة الثالثة، ضمن مباريات عصبة الدارالبيضاء، بعد تحقيقه لستة انتصارات من ست مباريات، سجلت خلالها المهاجمات 31 هدفا، وهو المركز الذي أهله للعب نهائي كأس الدارالبيضاء بملعب تيسيما، ولم يكن الخصم آنذاك سوى فريق الوداد البيضاوي، العتيد بنتائجه وتاريخه. لاعبات سيدي مومن صبورات، لأنهن يلعبن في أرضية صلبة، ويتعرضن لكدمات وإصابات بالغة، لكنهن لا يبالين، بل إن آخر ما يفكرن فيه هو الخوف من تعرض رشاقتهن لخدوش، لأن مهمتهن أكبر من ذلك، وهدفهن الأسمى أن يشاهدن جرح وجه سيدي مومن يندمل، بعدما تلطخ بسبب أحداث 16 ماي المؤلمة. اليوم، القليل من الناس من يذكر أسماء تلك الحفنة من الشباب، الذين فجروا أنفسهم سنة 2003 في دار إسبانيا وفندق فرح، لكن الكثير يحفظ عن ظهر قلب أسماء لاعبات ساهمن في تطوير كرة القدم بهذه المنطقة الفقيرة من البلد، بينهن عزيزة قبلي، ونوال العلمي، ولطيفة زرهون، وابتسام جرايدي. هذه الأخيرة حلت منذ سنتين ضيفة على ولاية شيكاغو، بدعوة من أكاديمية "جودي فودر" للمشاركة في دورة تدريبية في كرة القدم النسائية. حتى ألوان أقمصة لاعبات سيدي مومن جرى اختيارها بعناية، فهي تجمع بين الأبيض والأصفر والأزرق، ألوان السلم والغيرة والانفتاح.