بعد مرور أقل من 48 ساعة على ارتكابه المجزرة الدموية الرهيبة، التي راح ضحيتها 5 أشخاص من أسرته دفعة واحدة، بسيدي مومن، يوم الثلاثاء الماضي، تمكنت عناصر الشرطة القضائية بأمن البرنوصي- زناتة، بتعاون مع عناصر الصقور، من اعتقال المتهم، شفيق (ر)، 34 سنة، مساء أول أمس الخميس، بحي الأمل، بتراب عمالة مقاطعات درب السلطان بالبيضاء. وذكرت مصادر أمنية أن محققي الشرطة القضائية ضيقوا الخناق على المتهم، الذي ظل يحوم في منطقة حي الفرح، حيث يوجد منزل جدته، مشيرة إلى أنه بناء على معلومات من مخبر يقطن في الحي، الذي تقطن فيه جدته، وكان يعرف المتهم جيدا، ويعرف الأماكن، التي يمكن أن يتردد عليها، جرى الاهتداء إلى مكان وجوده. وتمكن المخبر من رصد المتهم حوالي السادسة مساء، من أول أمس الخميس، بحي الأمل، يسير شارد الذهن، فاقتفى أثره، وأخبر عناصر الشرطة القضائية، التي كانت ترابض بالمنطقة. وأفادت المصادر ذاتها أن محققي الشرطة القضائية حاصروا المتهم قرب حائط، ورغم المقاومة العنيفة، التي أبداها اتجاههم، تمكنوا من شل حركته، وتصفيد يديه، ونقله تحت حراسة مشددة إلى مقر مصلحة الشرطة القضائية بحي أناسي قصد تعميق التحقيق، لاستجلاء ملابسات وواقع المجزرة الرهيبة. وبحسب المصادر ذاتها، فإن المتهم يعاني اضطرابات نفسية، وكان يتابع علاجه بمستشفى الأمراض العقلية "36" في ابن رشد، ومدمن على تناول المخدرات، خاصة الأقراص المهلوسة، مشيرة إلى أن التحقيق مع المتهم، سيجري بمساعدة طبيب نفساني قصد تسهيل عملية التواصل معه، ومعرفة ملابسات تنفيذه الجريمة. ولم تستبعد المصادر ذاتها أن يحضر أحد نواب الوكيل العام للملك باستئنافية البيضاء مراحل التحقيق مع المشتبه به، الذي كان إلى حدود كتابة هذه السطور لم ينطلق بعد. ووضع المتهم تحت حراسة أمنية مشددة في جيول الشرطة القضائية بأمن البرنوصي زناتة، مصفد اليدين، تحت مراقبة أعين حوالي 5 عناصر أمنية. وحسب مصادر مقربة من التحقيق، فإن المتهم تبدو عليه آثار اضطرابات نفسية، طويل القامة، ورغم كونه لا يتميز بعضلات مفتولة، إلا أنه يتميز ببنية جسمانية صلبة "عصبة". وأبرزت مصادرنا أن المتهم قصد، مباشرة بعد اقترافه الجريمة، منزل جدته بحي الفرح، لكنه لم يدخل، وتحدث إلى أحد أقربائه، من رأس الدرب، قائلا له "أنا عارف البوليس تيقلبو عليا، جيب ليا حوايجي اللي عطيتك"، ثم انصرف مسرعا، مشيرة إلى أنه هدد غير ما مرة أمه وبعض أخواته، متوعدا إياهم. وتحدثت المصادر نفسها عن أن المتهم كانت له نية الفرار إلى مدينة الجديدة، للاختباء هناك، بيد أن يقظة المصالح الأمنية بأمن البرنوصي زناتة، وتجند عناصرها، أوقعاه في الشباك. وكانت مصلحة الشرطة القضائية بأمن البرنوصي عممت صورة المتهم بارتكاب المجزرة الدموية الرهيبة، على كل مراكز الأمن بالمغرب بهدف تسهيل عملية اعتقاله، كما جرى تكليف فرق من محققي الشرطة القضائية بالتوجه إلى الجديدة، وأزمور، ومنازل أقارب له، يحتمل أن يلتجئ إليهم. يذكر أن المتهم قتل أمه، وشقيقته الحامل في شهرها التاسع، وابن شقيقته، وزوجها، بساطور، هشم به رؤوسهم، داخل شقة أخته الضحية، يوم الثلاثاء المنصرم، بإقامة الشرف، بشارع الحسن السوسي، بمقاطعة سيدي مومن، بالدارالبيضاء. واكتشفت الجريمة حوالي السابعة مساء، ويحتمل أن تكون ارتكبت صباحا، إذ سدد المتهم، 3 ضربات إلى رأس أمه، فاطنة (ش)، بعدما كبلها بوشاح من رجليها ويديها. وتلقت شقيقته، خديجة (ر)، الحامل في شهرها التاسع، ضربات في الجهة اليمنى واليسرى من رأسها، بعدما كبلها هي الأخرى من رجليها ويديها، كما جرى معاينة آثار كدمات وضربات أخرى في مختلف أنحاء جسمها. وكان نصيب ابن شقيقته، الطفل ياسين (ص)، 7 سنوات، ضربة في الرأس، بعدما كبله هو الآخر من يديه ورجليه. وبحسب مصادر أمنية، فإن زوج شقيقته، أحمد (ص)، تلقى ضربات متتالية من المتهم، هشمت وجهه ورأسه، مفسرة الأمر بكون الضحية ربما حاول مقاومة المتهم. بعد استجماع المعطيات الأولية ومعاينة الجثث، بدأ البحث عن مرتكب هذه المجزرة الرهيبة، وكانت المؤشرات كلها تسير في اتجاه المتهم، شقيق الزوجة الضحية، وتبين أنه من ذوي السوابق العدلية في حق الأصول، وسبق أن قضى 8 أشهر، بعد إدانته بالاعتداء على والدته، كما كان يتشاجر باستمرار مع أخته ووالدته. كما تأكد على لسان والده أنه مدمن على تناول المخدرات، ويتعاطى الأقراص المهلوسة، وبعد تطليق أمه، ظل يعيش متنقلا بين شقق شقيقاته السبع المتزوجات، وكان دائم الشجار مع أخته الضحية وأمه، هذه الأخيرة ظل يهددها، بعد مغادرته السجن، قبل عيد الأضحى الأخير، ما جعلها تنتقل للعيش مع ابنتها الضحية، قبل أن تهلك على يديه.