أفادت مصادر أمنية متطابقة أن المتهم شفيق (ر)، 34 سنة، المشتبه في ارتكابه مجزرة الأسرة، في سيدي مومن بالدارالبيضاء، وضع يوم الجمعة الماضي..بأمر من الوكيل العام باستئنافية البيضاء، تحت المراقبة الطبية بمستشفى الأمراض النفسية والعقلية بابن رشد جناح 36، للخضوع للعلاج تحت إشراف طاقم طبي مختص، ومراقبة أمنية مشددة. وأوضحت المصادر ذاتها أن التحقيق التفصيلي، لمعرفة ملابسات تنفيذه للجريمة البشعة، التي راح ضحيتها أمه، وشقيقته الحامل في شهرها التاسع، وزوجها، وابنها (10 سنوات)، يوم الثلاثاء الماضي، سيستأنف بعد حوالي أسبوع من إخضاع المتهم للمراقبة الطبية، حتى تستقر وضعيته النفسية. وأفادت مصادرنا أن المتهم "كيدخل ويخرج في الهضرة"، خلال مراحل التحقيق الأولي معه، وأنه لا يستقر على حال، إذ تارة يتحدث عن وقائع الجريمة البشعة بشكل متقطع، وتارة ينفي أن يكون قتل أي شخص، وتارة أخرى ينفي أن اسمه شفيق (ر)، ويتحدث عن أسماء أخرى. وذكرت مصادرنا أن الوضعية النفسية للمشتبه به مضطربة جدا، مشيرة إلى أن القرائن العلمية، التي وجدت بمسرح الجريمة، وكذا بصماته، تؤكد أنه مرتكب الجريمة، إضافة إلى وجود ندوب في عنقه، جراء المقاومة التي قوبل منها من طرف الضحايا. وحسب المصادر ذاتها، فإن المتهم كان يتابع علاجا بمستشفى الأمراض النفسية والعقلية بابن رشد، وله ملف طبي هناك، ومدمن على تناول المخدرات، خاصة الأقراص المهلوسة. وكانت عناصر الشرطة القضائية بأمن البرنوصي- زناتة تمكنت، مساء الخميس المنصرم، بعد مرور أقل من 48 ساعة على ارتكابه للمجزرة الدموية الرهيبة، من اعتقال المتهم، بحي الأمل، بتراب عمالة مقاطعات درب السلطان بالبيضاء. وذكرت مصادر أمنية أن محققي الشرطة القضائية ضيقوا الخناق على المتهم، الذي ظل يحوم في منطقة حي الفرح، حيث يوجد منزل جدته، مشيرة إلى أنه بناء على معلومات من مخبر يقطن في الحي الذي تقطن فيه جدته، وكان يعرف المتهم جيدا، ويعرف الأماكن التي يمكن أن يتردد عليها، جرى الاهتداء إلى مكان وجوده. وتمكن المخبر من رصد المتهم، حوالي السادسة مساء، بحي الأمل يسير شارد الذهن، فاقتفى أثره، وأخبر عناصر الشرطة القضائية، الذين كانوا يرابضون بالمنطقة. وأفادت المصادر ذاتها أن محققي الشرطة القضائية حاصروا المتهم قرب حائط، ورغم المقاومة العنيفة التي أبداها تجاههم، تمكنوا من شل حركته، وتصفيد يديه، ونقله تحت حراسة مشددة إلى مقر مصلحة الشرطة القضائية بحي أناسي. ووضع المتهم تحت حراسة أمنية مشددة في جيول الشرطة القضائية بأمن البرنوصي زناتة، مصفد اليدين، تحت مراقبة أعين حوالي 5 عناصر أمنية. يذكر أن المتهم قتل أمه، وشقيقته الحامل في شهرها التاسع، وابنها، وزوجها، بواسطة ساطور، هشم به رؤوسهم، داخل شقة أخته الضحية، يوم الثلاثاء المنصرم، بإقامة الشرف، بشارع الحسن السوسي، بمقاطعة سيدي مومن، بالدارالبيضاء. واكتشفت الجريمة حوالي السابعة مساء، بعدما نفذها صباحا، إذ سدد المتهم، 3 ضربات إلى رأس أمه، فاطنة (ش)، بعدما كبلها بوشاح من رجليها ويديها. وتلقت شقيقته، خديجة (ر)، الحامل في شهرها التاسع، ضربات في الجهة اليمنى واليسرى من رأسها، بعدما كبلها هي الأخرى من رجليها ويديها، كما جرى معاينة آثار لكدمات وضربات أخرى في مختلف أنحاء جسمها. وكان نصيب ابن شقيقته، الطفل ياسين (ص)، 7 سنوات، ضربة في الرأس، بعدما كبله هو الآخر من يديه ورجليه. وتفيد المعطيات الأولية حول ملابسات الجريمة، أن المتهم قصد منزل شقيقته ليلة الحادث، وبعد أن رفضت إدخاله، حاول أن يقضي ليلته في سطح العمارة، إلا أن الجيران منعوه، فاضطرت الأم إلى رجاء ابنتها من أجل أن تتركه يقضي ليلته معهم، وفي الصباح تغادر رفقته في اتجاه شقتها، بيد أن المتهم كان مخططا لتنفيذ جريمته، وتشاجر مع أخته، فصفاها، ثم أتبعها بابنها، ثم أمه، وكبلهم بالطريقة المذكورة أعلاه. وانتظر المتهم عودة زوج شقيقته، أحمد (ص)، من العمل، ففاجأه بضربات متتالية بعد فتحه باب الشقة، هشمت وجهه ورأسه. ووضع المتهم جثث الضحايا في غرفة واحدة، ونظف مسرح الجريمة، وغير ملابسه، ثم غادر الشقة دون إثارة انتباه أي أحد، إلى أن اكتشفت الجريمة، على يد شقيقة الضحية، التي أخطرت عناصر الدائرة الأمنية الثالثة القريبة من مسرح الجريمة، بعدما استنفدت كل وسائل البحث عن أفراد الأسرة، وطرقت باب الشقة دون جدوى. يذكر أن المتهم من ذوي السوابق العدلية في حق الأصول، وسبق أن قضى 8 أشهر، بعد إدانته بالاعتداء على والدته، كما كان يتشاجر باستمرار مع شقيقاته ووالدته، ويتوعدهن دائما.