شرعت جرافات سلطات عمالة عين السبع الحي المحمدي بالدارالبيضاء، اليوم الجمعة، في الإجهاز على براريك دوار "سي أحمد"، أقدم الدواوير وسط الحي المحمدي. وأقدمت السلطات المحلية بباشوية الحي المحمدي، مرفوقة بعناصر القوات المساعدة والوقاية المدنية وعدد من عناصر الإنعاش الوطني والجرافات، على هدم براريك الدوار البالغ عددها 165 وسط حسرة من لدن الساكنة. إحدى النساء التي كانت تجلس رفقة أخريات، ترقبن "منازلهن" وهي تتهاوى تباعا، معلنة نهاية سنوات من العيش، قالت: "لا مكان لنا نذهب إليه بعدما تم هدم منازلنا التي قضينا فيها عمرنا"، مضيفة "نحن مشردون الآن، غالبيتنا ليس لهم القدرة المالية لدفع تكاليف الكراء". وتوضح هذه السيدة الخمسينية، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن السلطات المحلية بباشوية الحي المحمدي لم تبلغ المتضررين بمكان الانتقال ولا تاريخه، مشيرة إلى أن معاناتهم ستستمر طالما أنهم لا يعرفون مصيرهم. وناشدت هذه المرأة، التي كانت تحمل أدويتها معها، الملك محمد السادس من أجل التدخل لإنصاف الساكنة، خاصة أن عددا من "الكاريانات" التي ترحيلها من الدارالبيضاء استفادت من بقع أرضية قبل مباشرة السلطات عملية الهدم. من جانبها، عبّرت السعدية، وهي أمّ لطفلين، عن تذمرها من إقدام السلطات المحلية بالحي المحمدي على مباشرة هدم براريكهم دون منحهم قرارات بذلك، ولا تحديد البقعة الأرضية التي سيستفيدون منها لتشييد منزل عليها. وأشارت المتحدثة نفسها إلى كون وضعيتها ووضعية أسرتها وباقي الأسر بدوار "سي أحمد" متأزمة، إذ لا تقوى كثير من الأسر على كراء منزل للاستقرار به إلى حين تسليمهم البقع الأرضية التي وعدوا بها. واستغرب أحد أفراد الدوار، ضمن تصريحه للجريدة، من كون السلطات "طلبت منا مغادرة البراكات وهدمها، على أن تمنحنا وثائق تسليم البقع بعد ذلك"؛ وهو الأمر الذي يثير شكوكا حول مدى استفادتهم من عدمه. من جهتها، أكد مصدر من السلطات المحلية، في تصريح لجريدة هسبريس، أن الأسر التي تم هدم براريكها ستستفيد من بقع أرضية بتجزئة الرياض 1 بسيدي حجاج التابعة لإقليم مديونة. وأشار مصدر الجريدة إلى أن عدد البراريك التي تم هدمها بالدوار المذكور تصل إلى 166؛ وذلك بعدما تم إبلاغهم منذ أسبوعين بقرار الهدم، وبعدما تمت دراسة ملفاتهم واستيفائها للشروط القانونية المطلوبة. وتابع المتحدث أنه بالرغم من كون عدد البراريك يصل إلى 166 فإن عدد المستفيدين يصل إلى 235 مستفيدا؛ وهو ما يعني أن أسرا استفاد أبناؤها المتزوجون أيضا في هذه العملية التي تدخل ضمن مخطط القضاء على دور الصفيح في الدارالبيضاء.