أثار تخلص عدد من أرباب معاصر الزيتون بتاونات من مادة صبغ الزيتون (المرجان) المدمرة في عدد من الأودية حفيظة النشطاء والمهتمين بالبيئة بالإقليم، الذين عبروا، في تصريحات متطابقة لهسبريس، عن امتعاضهم الشديد من التهديدات البيئية التي تتعرض لها، جراء ذلك، الموارد المائية للمنطقة. وأجمع هؤلاء على أن التخلص من مادة "المرجان" السامة في الأنهار والأودية جعل مياهها غير صالحة للاستعمال، سواء في الأغراض المنزلية أو السقي أو توريد الماشية، مشيرين إلى أن أصحاب هذه المعاصر يستقوون بنفوذهم لخرق دفتر التحملات الخاص باستغلال وحداتهم التحويلية للزيتون، ويحدّون السلطات. وهم تفريغ صبغ الزيتون، وفق مصادر هسبريس، على الخصوص، روافد نهر ورغة، كما هو الحال بالنسبة لواد أمزاز وواد أولاي وأبرزت المصادر أن لون مياه النهر المقام عليه سد الوحدة (نهر ورغة) أضحى أسود قاتما، والمياه الملوثة باتت تصب في حقينته. من جهته، عبّر علي العسري، مستشار برلماني عن جهة فاسمكناس، عن قلقه مما وصفه ب"التلوث البيئي الكبير المصاحب لعملية تحويل الزيتون بمعاصر دائرة غفساي"، مبرزا، في تصريح لهسبريس، أن "الأودية القريبة من المعاصر تحولت إلى وضع كارثي في غياب مجهود معتبر لمعالجة تداعياته". وأوضح الفاعل السياسي أنه توجه بسؤال كتابي إلى وزير الداخلية ووزير الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة حول "الوضع البيئي الكارثي الذي تسبب فيه التخلص العشوائي للمعاصر من مادة المرجان بإقليمتاونات". وأشار العسري في سؤاله، الذي توصلت هسبريس بنسخة منه، إلى أنه "نتيجة التخلص العشوائي لعشرات معاصر الزيتون بإقليمتاونات عامة، ودائرة غفساي خاصة، من مادة المرج السامة والقاتلة لكل مظاهر وأشكال الحياة المائية والبرية، في تحد للقوانين المؤطرة وللسلطات المختصة، فقد أصبح الوضع البيئي، منذ شهر نونبر وما زال مستمرا إلى اليوم، كارثيا". وأضاف صاحب السؤال أن "تحول الأودية والمجاري للسواد الداكن أصبح يشكل خطرا محدقا بالمياه السطحية والفرشات المائية، وعلى رأسها حقينة سد الوحدة التي تشكل مصدر تزود لآلاف المواطنين بالماء الشروب، وما يعنيه ذلك من مخاطر على السلامة والصحة العامة من جهة، وعلى الرصيد السمكي لهذه المعلمة المائية من جهة أخرى". وطالب محمد الطبيب، عضو الهيأة التنفيذية لجمعية الدفاع عن حقوق الإنسان، وزير الداخلية وكاتبة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة ب"إيفاد لجنة مركزية إلى إقليمتاونات للوقوف على حجم آثار الجريمة البيئية التي ترتكب في حق وديان وأنهار المنطقة جراء ما تلفظه معاصر الزيتون من مرجان". وأضاف الطبيب، في تصريح لهسبريس، أنه "رغم سلسلة اللقاءات التواصلية التي تعقد كل سنة بعمالة تاونات للتحسيس بخطورة صبغ الزيتون واتخاذ الإجراءات التأديبية في حق المخالفين، إلا أن ذلك لم يردع، لأسباب عدة، عددا من أرباب معاصر الزيتون، ومن بينها الانتقائية وعدم تتبع مساطر الجزاءات والتوصيات من طرف اللجان المختلطة". أما إدريس غازي، ناشط سياسي وحقوقي بإقليمتاونات، فأكد أن صبغ الزيتون أصبح يهدد سلامة الحياة بحقينة سد الوحدة، وطالب ب"تدخل عاجل للجهات المسؤولة، وخاصة شرطة البيئة ووكالة حوض سبو والسلطات الإقليمية والمنتخبين". وأضاف غازي، في تصريح لهسبريس، وهو يطالب الجمعيات البيئية والحقوقية بالتحرك، أنه "أمام هول هذا الاغتصاب الفظيع للبيئة، الذي اجتاح أغلب مجاري وأنهار الإقليم، نجد أنفسنا مضطرين لإدانة كل من يقف وراء هذه الجريمة البيئية". وحاولت هسبريس الاتصال بمديرة وكالة الحوض المائي لسبو من أجل معرفة التدابير والإجراءات التي اتخذتها الوكالة لحماية الموارد المائية بإقليمتاونات بالموازاة مع اشتغال معاصر الزيتون، إلا أنها لم ترد على الهاتف.