في الوقت الذي تسعى فيه الدولة من خلال وزارة السكنى وسياسة المدينة، إلى القضاء على دور الصفيح وتزويد الساكنة الفقيرة بشقق تضمن الحد الأدنى للعيش الكريم؛ لا تزال أسرة مكونة من سبعة أفراد في جماعة النزالة ضواحي ميدلت، تسكن غارا في مشهد يدمي القلب ويبكي العين. وفي هذا السياق، قال محمد وسرغين، نائب المنسق الوطني للائتلاف المدني من أجل الجبل، في تدوينة على فايسبوك تفاعلا مع الموضوع، "أسرة فقيرة تتكون من خمسة أطفال صغار تعيش بكهف مسقوف بالخشب وسط جبال ميدلت تنتظر تضامنكم أيها المغاربة الأحرار.. لماذا ننتظر كمغاربة وقوع الكوارث وسقوط الموتى حتى نعلن تضامننا؟ فلنتضامن مع الأحياء وندعو لموتانا بالرحمة والسلوان". وسبق لوسرغين أن زار رفقة حقوقيين بإقليم ميدلت الأسرة القاطنة بالغار، مقدمين لهم بعض المساعدات عربون التضامن معهم، محاولين تسليط الضوء على محنتهم لتستأثر باهتمام الرأي العام المحلي والوطني، قائلا في تدوينة أخرى على موقع التواصل الاجتماعي: " أول عملية إنسانية افتتحنا بها سنة 2019 مساء هذا اليوم 01-01-2019، قمنا خلالها بزيارة أسرة تسكن غارا بجبال ميدلت، من أجل هؤلاء نحترق وننشد الضمائر الحية لإثارة انتباه المسؤولين إلى مثل هذه الحالات وهي كثيرة. لا مدرسة لا صحة لا سكن". وتفاعل نشطاء فايسبوكيون مع الصور المنتشرة للأسرة وهي في الغار، معبرين عن أسفهم لما آلت إليه أوضاع الأسر الفقيرة بالمغرب عامة، وإقليم ميدلت على وجه التحديد، الذي يعرف انخفاضا مرعبا في درجة الحرارة بفصل الشتاء، وهناك من قال أيضا إن هذه الحالة مجرد غيض من فيض للحالات الاجتماعية والإنسانية التي تحتاج إلى من يأخذ بيدها. وفي اتصال هاتفي مع محمد، أكد خلاله لهسبريس أن الأسرة تعيش وضعا لا تحسد عليه ولا يشرف مغرب "البراق"، إذ تفتقد إلى أبسط شروط العيش الكريم، مضيفا أن الأب يعيش مياوما باحثا عن قوت اليوم له ولأسرته ولا يعود إلا في المساء، في حين أن أكبر بناته تترجل لمسافات بحثا عن الماء الشروب من العيون والينابيع ولقضاء مآرب أخرى. أما الأم فتظل قابعة في ذلك الغار لحماية بقية الأطفال الصغار الذين لم يزورا المدرسة يوما، بفعل الحالة الاجتماعية التي يعيشون على إيقاعها منذ سنوات. وأضاف في التصريح ذاته الذي خص به الجريدة، أن المعاناة تتضاعف والمآسي تتعمق أكثر في فصل الشتاء، إذ كلما تساقطت الثلوج كلما وضعت الأسرة أيديها على قلوبها خشية تهاوي ذلك السقف الخشبي الذي يقيهم من لسعات البرد القارس، وأيضا خيفة نفاد المؤونة التي يدخرونها في عز فصل الثلوج. هذا ويدعو وسرغين المسؤولين على مستوى الإقليم والجهة كذلك، إلى الالتفات إلى هذه الأسرة التي لا حول لها ولا قوة أمام الوضع المزري الذي وجدت نفسها فيه بفعل قلة ذات اليد، داعيا إلى تقديم الدعم والمساندة اللازمين لتجاوز محنتها الاجتماعية التي يندى لها الجبين.