لم تتوقع ساكنة الجماعة القروية تونفيت والمداشر التابعة لها بإقليم ميدلت، أن ستظل محاصرة في منازلها، يوم أمس الاثنين، إثر التساقطات الثلجية الكثيفة التي لم تشهدها المنطقة منذ عقد من الزمن، إذ تجاوز سمكها مترا حسب تصريحات مصادر من عين المكان. وحسب نشطاء فايسبوكيين من القرية، أكدوا في اتصالات هاتفية متعددة، أن غزارة الثلوج فاجأتهم، وأنهم لم يضعوا في حسبانهم أن الثلوج ستحاصرهم بذلك الشكل، موضحين أنه لحدود زوال الاثنين، لا تزال الثلوج تتهاطل بكثافة، مبدين تخوفهم من غزارة الثلوج التي تعرفها القرية، لاسيما وأن أغلب البيوت بالمنطقة طينية، مردفين أن شباب المنطقة منهمكون في عملية إزالة الثلوج من على أسطح مباني أهاليهم وجيرانهم درءا لانهيار المنازل الآيلة للسقوط. وفي هذا السياق، أورد محمد وسرغين، واحد من ساكنة تونفيت، وهو نائب رئيس جمعية سكان جبال العالم فرع إقليم ميدلت، في تدوينة على الفايسبوك قائلا: "ثلوج كثيفة وبسمك كبير تغطي أسطح المنازل وتغلق الأبواب على المواطنين بتونفيت وسط تخوفنا من قدرة تحمل أسطح المباني لهذا الكم الهائل من الثلوج"، علاوة على أن أغلب التدوينات تصب في هذا الاتجاه، أي التخوف من انهيار المنازل الطينية على رؤوس ساكنتها، لاسيما وأن المنطقة جبلية وذات مناخ صعب وتضاريس وعرة، الأمر الذي يقرع جرس الخطر والإنذار مع حلول كل فصل شتاء. وفي تصريح لناشط حقوقي آخر آثر عدم ذكر اسمه، في اتصال هاتفي بهسبريس، أكد أن التيار الكهربائي منقطع منذ الساعات الأولى من صباح الاثنين ولا يزال إلى حدود زوال اليوم ذاته. وبخصوص الطريق الرابطة بين الجماعة القروية تونفيت ومركز بومية بإقليم ميدلت، أكد المتحدث نفسه أنها مقطوعة، و"لا مجال للحديث عن سفر مرتقب لأي سبب كان حتى ولو كنت تحتضر، والدليل أن حافلة نقل المسافرين ظلت جامدة في مكانها بالمحطة، إلى جانب السيارات من الحجم الكبير التي لا تزال مركونة دون حراك منذ مساء الأحد، في انتظار أن تفتح كاسحات الثلوج الطريق أمام المسافرين الراغبين في شد الرحال صوب وجهاتهم لقضاء أغراضهم الشخصية، زد على ذلك أن تراكم الثلوج المزاحة من على السطوح تعيق عملية السير بالأزقة لمن تحدوه رغبة الخروج للتبضع". وأضاف المصدر عينه أن الحظ حالف التلاميذ هذه المرة، "إذ لو لم يصادف اليوم عطلتهم الفصلية، لانقطع التلاميذ، سواء بالمدارس الابتدائية أو بالإعداديات والثانويات، عن الدراسة، أولا لمساعدة الآباء والأمهات في إزالة الثلوج من الأسطح وبجنبات المنازل، وثانيا لخوف أولياء أمورهم من عواقب الذهاب إلى المدرسة في هذا الجو المكهرب"، موضحا أن درجة الحرارة تعرف انخفاضا ملحوظا، إذ بلغت إلى حدود زوال الاثنين ناقص درجة تحت الصفر كما تبين الهواتف الذكية للساكنة. ويلح المتحدث ذاته أن التحدي الذي ستواجهه الساكنة في هذه الأجواء المثلجة على غرار باقي السنوات المنصرمة، هو البحث عن حطب للتدفئة، ولو أن الخشب في هذه الأثناء يعرف ارتفاعا صاروخيا في ثمنه، علاوة على ضرورة التزود بالمؤونة الضرورية من المحلات التجارية، تحسبا لاستمرار انقطاع الطرقات في المقبل من الأيام.