بمجرد انتشار خبر سكن أسرة ضواحي ميدلت في كهف وما تبعه من سخط مجتمعي عبّر عنه الحقوقيون والفاعلون المدنيون؛ دخل الحبيب الشوباني، رئيس مجلس جهة درعة تافيلالت، إلى جانب سعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والبحث العلمي، على خط الحالة الإنسانية التي لاقت تعاطفا لافتا للانتباه. وفي هذا السياق، قال محمد وسرغين، نائب المنسق الوطني للائتلاف المدني من أجل الجبل، إن الشوباني فور علمه بقضية الأسرة، زارها في كهفها، معبرا عن أسفه لما آلت إليه أوضاعها رفقة أطفالها، متوعدا بأنه سيتدخل لإنقاذها من عزلتها عن العالم الخارجي، وأنه سيكتري لهم منزلا في جماعة النزالة لينتشلهم من الكهف الذي استوطنوه لسنين، يؤكد وسرغين في تصريحه. إلى ذلك، قال الشوباني في تدوينة على الفايسبوك عنونها ب "وضع لم يعد مقبولا": "اليوم، وبناء على اتصال من فاعلين مدنيين، قمنا بزيارة أسرة في منطقة نائية بجماعة النزالة بإقليم ميدلت". وأضاف رئيس مجلس جهة درعة تافيلالت قائلا، "عجز الأسرة (عشرة أفراد) وفقرها جعلها تقوم بحفر ملجأ تحت الأرض بدل بناء جدران وسقف على سطحها.. الأطفال كلهم في سن التمدرس.. لكن لا أحد يعرف الطريق للمدرسة..!". وأشار إلى أنه "لحماية مصدر العيش الوحيد (بضع عنزات يتولى رب الأسرة المريض رعيهن)، تم حفر نفس المساحة تحت الأرض لحمايتها من انخفاض درجة الحرارة ليلا ومن الثلوج (المنطقة تعرف تساقطات ثلجية)." ودعا الشوباني في التدوينة نفسها، "الجميع لتكثيف الجهود والتعاون من أجل شطب هذه الظواهر من مجتمعنا.. لا بد أن نصل بسرعة لوضع تكون فيه شبكات الحماية الاجتماعية المختلفة (الدولة.. المجتمع المدني.. الخواص..) قادرة على إعدام هذه المشاهد والقضاء عليها نهائيا". ومن جهته، عبر وزير التربية الوطنية عن استعداده للتدخل من أجل ولوج الأطفال الخمسة إلى المدرسة لتعلم القراءة والكتابة ومحاربة الأمية، حسب تدوينة لرئيس مجلس جهة درعة تافيلالت. وجاء في التدوينة الثانية للشوباني، أن "وزير التربية الوطنية يتفاعل بسرعة ويلتزم بالقيام بالمتعين لتمدرس أطفال أسرة النزالة." أضاف؛ "في تفاعل سريع ومسؤول لوزير التربية الوطنية السيد أمزازي، أكد لرئيس الجهة أن الوزارة ستقوم بالمتعين للعمل على تمدرس أطفال الأسرة التي توصل اليوم بصورها من جماعة النزالة، بإقليم ميدلت". وختم تدوينته بالقول: "تحية تقدير للسيد الوزير ولكافة مسؤولي وأطر أسرة التربية والتكوين بجهة درعة تافيلالت، على كل ما يبذل من جهود لتجفيف منابع الأمية وتحقيق تمدرس شامل للطفولة بتفعيل إجبارية الالتحاق بالفصول الدراسية طبقا للقانون". هذا وتجدر الإشارة إلى أن فاعلين مدنيين وجمعويين من إقليم ميدلت، هم من كانوا سباقين إلى إماطة اللثام عن الأسرة التي تعيش في الكهف منذ سنوات، في غياب تام لأدنى شروط العيش الكريم، تحفظ للإنسان ماء وجهه في القرن الحادي والعشرين.