توفيت الفنانة المغربية القديرة نعيمة المشرقي، صباح اليوم السبت 05 أكتوبر الجاري، بعد مسيرة فنية امتدت لعقود، تركت خلالها بصمة لا تمحى في الساحة الفنية المغربية. وقد نزل الخبر كالصاعقة على جمهورها ومحبيها، الذين لطالما أُعجبوا بموهبتها وأدائها المميز الذي جعلها واحدة من أعلام التمثيل في المغرب ونجمة الشاشة المغربية الصغيرة.
بدأت نعيمة المشرقي مسيرتها الفنية في خمسينات القرن الماضي، حيث اشتهرت بأدوارها القوية والمؤثرة في السينما والمسرح والتلفزيون، وكانت أولى خطواتها على خشبة المسرح، حيث تميزت بأدائها الملتزم والجدي الذي نال إعجاب النقاد والجمهور على حد سواء. وسرعان ما انتقلت إلى السينما، حيث ظهرت في العديد من الأفلام المغربية التي حققت نجاحا كبيرا، مثل فيلم "الوشم" و"أحداث بدون دلالة"، وهي أفلام لا تزال تعرض حتى اليوم كمراجع للسينما المغربية.
لكن المشرقي لم تكتف فقط بالسينما، بل اقتحمت التلفزيون بقوة، حيث قدمت العديد من الأدوار الدرامية التي جعلتها تتربع على عرش قلوب المغاربة، ومن بين أبرز أعمالها التلفزيونية، مسلسل "شمس و ظلال" و"نهاية سعيدة"، كما تمكنت من اقتحام عالم البرامج التلفزية الهادفة أبرزها "ألف لام"، مما جعلها إحدى نجمات الشاشة الصغيرة بامتياز.
وعلى الرغم من شهرتها الواسعة في مجال التمثيل، إلا أن نعيمة المشرقي كانت أيضاً نموذجا يحتذى به للالتزام بالقضايا الاجتماعية، حيث كانت تُعرف بنشاطها في دعم الفنون وتطوير المسرح المغربي، وعرفت بمواقفها الثابتة والداعمة لقضايا المرأة وحقوق الفنانين، كما قادت الهيأة العليا للسمعي البصري لسنوات.
وحصلت المشرقي على عدة جوائز تقديرية خلال مسيرتها الفنية، سواء على الصعيد الوطني أو الدولي، اعترافا لها بموهبتها وإسهاماتها في إثراء المشهد الفني المغربي. ومن بين أبرز الجوائز التي حصلت عليها: وسام الاستحقاق الوطني، وتكريمات من مهرجانات سينمائية مغربية ودولية.
