غبارُ أزمةٍ جديدةٍ في الصحراء تناثرَ في الأرجاء عقبَ تسجيل تحرك "مشبوهٍ" لعناصر جبهة البوليساريو، بالقربِ من معبر الكركرات الحدودي، تزامناً مع مرور رالي موناكو-داكار الذي ينتظر وصوله إلى المنطقة الحدودية خلالَ اليومين المقبلين؛ وذلكَ على بُعد أقلّ من ثلاثة أسابيع على عقدِ أولى جلسات مجلس الأمن حول الصحراء خلال هذه السّنة. ودفعت الجبهة الانفصالية بعدد من العناصر المسلحة إلى المعبر الحدودي "الكركارات"، على بُعد أيام قليلة من مرور سباق السيارات الشهير "موناكو-داكار"، الذي يُرتقب أن يجوب الطريق الرابطة بين موريتانيا والمملكة؛ في وقتٍ نفى فيهِ مصدر من القيادة الانفصالية، في اتصال مع مجلة المستقبل الصحراوي، "حدوث أي تطورات جديدة في منطقة الكركرات". ولم تعلن الحكومة المغربية عن أيّ معطيات بشأنِ هذا التصعيد الميداني مكتفيةً بربط التطورات الأخيرة للجبهة في المنطقة الحدودية بمقررات الأممالمتحدة، حيثُ إن "مجلس الأمن الدولي كان صريحا وواضحا في قراراته من أن أي سلوك من هذا النوع هو بمثابة استفزاز وتهديد للاستقرار في المنطقة بصفة عامة". ويشرحُ هشام معتضد، الأستاذ الجامعي في كندا، أنَّ "التحركات الميدانية غير القانونية والمخالِفة للقرارات الأممية، التي قامت بها البوليساريو على أرض الميدان، ستكون لها تداعيات سياسية غير إيجابية وتقييم سلبي حول الاستعداد الجدي للجبهة في تحمل المسؤولية للدفع بمسار التسوية لإيجاد حل واقعي يحترم الالتزامات الميدانية". ويقرُّ الباحث في الشؤون الأمنية والإستراتيجية في جامعة شيربورك بأنَّ اللجوء إلى مثل هذه الاستفزازات ومحاولة لفت الانتباه بالقيام بتجاوزات غير مشروعة سيضعف دور الجبهة في الجولات المقبلة حول المفاوضات بخصوص ملف الصحراء، بالإضافة إلى دفع المنتظم الدولي إلى طرحه تساؤلات قانونية وسياسية حول مدى جدية البوليساريو في رغبتها في تحمل المسؤولية التاريخية في هذا الملف. أما على مستوى الأممالمتحدة، يضيفُ الخبير في شؤون الصحراء، فإن المراقبين الأمميين الساهرين على تتبع الملف، خصوصاً في الوقت الراهن الذي يصادف الاستعدادات لبرمجة ملف الصحراء في أجندة الأممالمتحدة، ستدفع بالممثلين الأمميين إلى تشخيص الوضع على الميدان لتقييم كل التطورات الجديدة التي قد يكون لها انعكاسات مباشرة أو غير مباشرة على الملف بكل مكوناته وعلى مسار التسوية الأممي بشكل خاص.