بتشكيلة معظم عناصرها جدد أجرى المنتخب المغربي مساء أمس الجمعة بملعب مراكش الكبير أول مباراة له في دوري "إل جي إفريقيا 2011" لكرة القدم أمام منتخب أوغندا الذي فاجأ الأسود بميدانهم وبين جماهيرهم بالفوز عليهم بهدف للاشيء. وفي ظل غياب أهم العناصر التي تعتبر العمود الفقري للفريق الذي حجز بطاقة التأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا للأمم ، فضل ايريك غيريتس دخول هذه المباراة بتشكيلة غالبيتها من اللاعبين الشباب الموهوبين الذين يستطيعون تطعيم المنتخب الوطني في المستقبل. وتميز الشوط الأول من هذا اللقاء الذي تتبعه جمهور غفير جاء لمؤازرة أسود الاطلس، بمستوى تقني لابأس به وبإيقاع سريع خاصة من الجانب المغربي الذي بسط سيطرته على مجريات اللعب مستفيدا من تراجع لاعبي منتخب أوغاندا إلى الخلف في محاولة لتكسير الإيقاع السريع الذي بدأت به المباراة . ورغم السيطرة واحتكار الكرة في محاولة لتسجيل هدف مبكر، افتتقد اللاعبون المغاربة إلى الإنسجام ووجدوا صعوبة كبيرة في التأقلم مع خطة المدرب، لا سيما وأن كثيرا منهم لم يسبق لهم أن لعبوا معا وترتب عن ذلك ارتكاب أخطاء كثيرة، وخصوصا على مستوى الدفاع ووسط الميدان، الشيء الذي عجل بتسجيل الهدف السوداني. ورغم استعادة العناصر الوطنية ثقتها في نفسها، فإن أصدقاء العميد جمال العليوي ، الذين كانوا يبحثون عن تسجيل أهداف، وقعوا في المحظور حيث طغى عليهم اللعب الفردي على حساب اللعب الجماعي. ولم تتسم هجمات المنتخب المغربي طيلة 37 دقيقة بالدقة والفعالية، كما لم تشكل اختراقات كل من درار ولمرابط خطورة على مرمى أونيانغو الذي دخل في الدقيقة الرابعة بديلا للحارس الرسمي. وجاءت أول فرصة لمنتخب الأسود خلال الدقيقة الثامنة والثلاثين عبر تسديدة مركزة لكريم الأحمدي تصدى لها الحارس أونياجو، وبعد هذه الفرصة بدقيقتين، قام لمرابط بهجوم من الجهة اليسرى، متجاوزا ثلاثة مدافعين ليمرر كرة صوب يوسف العرابي تصدى لها الحارس ببراعة. وأفرزت الدقيقة الثالثة والأربعين أوضح فرصة لتسجيل هدف السبق كان وراءها نورالدين لمرابط الذي راوغ مدافعين ومرر لتاعرابت والأخير حولها لتسديدة مركزة وجدت الحارس في مكان مناسب. وأسفرت الدقيقة الخامسة والأربعين عن فرصة أخرى للأسود كانت هذه المرة من الجهة اليمنى عبر تمريرة نبيل درار حولها يوسف العرابي بالرأس لترتطم الكرة بيد الحارس ثم العارضة وتخرج للزاوية، وينتهي الشوط الأول بدون أهداف. ومع بداية الشوط الثاني وضد مجرى اللعب، تمكن منتخب أوغندا من تسجيل هدف السبق عبر مهاجمه سيروماغا الذي استغل تهاون المدافع جمال العليوي وحول الكرة لتسديدة داخل مرمى محمدينا. ورغم هذا الهدف المفاجئ لم يقم المنتخب المغربي بردة فعل كبيرة فقد ظل محتفظا على نسقه إذ كانت الهجومات على قلتها تتكسر إما عند المنطقة الدفاعية لأوغندا أو بسبب التسرع وسوء التركيز من طرف مهاجمي المنتخب المغربي. وفي محاولة منه للوصول إلى مرمى منتخب أوغندا، قام إريك غيرتس بتغييرات على مواقع اللعب بإقحام كل من حجي مكان لمرابط وكارسيلا مكان درار وبلهندة بدلا من تاعرابت، ومباشرة بعد دخول هؤلاء اللاعبين تحسن مردود الأسود وبدأوا يناورون في كل الإتجاهات لكن حارس ودفاع منتخب أوغندا استبسلوا بقوة في الدفاع عن المرمى. وكان كارسيلا بعد دخوله المباراة نشيطا حيث قام بمحاولتين كادتا أن تؤتيا ثمارهما. ومع توالي الدقائق زاد المنتخب المغربي من ضغطه وخلق فرصا كثيرة كانت تجد دائما خط الدفاع الأوغندي يقظا لتنتهي المباراة بهزيمة الأسود. وكانت هذه المباراة مناسبة سانحة لأخذ فكرة على المجموعة التي ستشارك في النهائيات المقبلة لكأس إفريقيا للأمم في كرة القدم والوقوف على ملكات ومؤهلات عدد من اللاعبين الجدد في ظل الأعطاب التي تعرضت لها بعض عناصر المنتخب الوطني، والعمل على خلق توازن داخل التشكيلة الوطنية. ويشكل هذا الدوري مناسبة لتقييم مستوى اللاعبين المغاربة تحضيرا للاستحقاقات المقبلة خاصة كأس إفريقيا للامم . وسيلتقي المنتخب المغربي في اليوم الثاني، مع منتخب الكاميرون الذي فاز يوم أمس أيضا على نظيره السوداني (3-1) ، على أن يواجه المنتخب الأوغندي نظيره السوداني.