هَيمنَتْ تداعيات الأزمة التي خلَّفها قرار حذف كتابة الدولة المكلفة بالماء، وإعفاء شرفات أفيلال من الحكومة، على أشغال الدورة الاستثنائية للمجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، حيث عاد الأمين العام للحزب، سعد الدين العثماني، ليؤكد وفاء تنظيمه للتحالف "الإستراتيجي" الذي يجمعه مع "رفاق بنعبد الله"، مورداً: "لا وجود لأزمة بيننا وسنستمرُّ معاً في محاربة التحكم". ونفى العثماني في كلمة افتتاحية له ضمن أشغال الدورة الاستثنائية للمجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، المنعقدة يوم أمس السبت ببوزنيقة، أن تكون هناك خلافات داخل أغلبيته الحكومية بسبب حذف كتابة الدولة المكلفة بالماء، وقال: "نحن أوفياء لحلفائنا داخل الحكومة، ولن نفرّط في أحدٍ؛ خاصة حزب التقدم والاشتراكية الذي تجمعنا به علاقة قوية وبرنامج مشترك ذو طابعٍ سياسي ممتدٌ على ولايتين حكوميتين". وحاولَ العثماني خلال حلوله أمام أعضاء حزبه أن يقلل من تداعيات حذف منصب كتابة الدولة المكلفة بالماء لدى وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء من التشكيلة الحكومية، والذي كانت تتولاه شرفات أفيلال، القيادية في حزب التقدم والاشتراكية، وأورد: "ال PPS حليف متميزٌ ولنا برنامجٌ مشترك نحاولُ معاً أن نعملَ عليه"، مستدركاً: "صحيح أن هناك بعض النقط الخلافية، لكن لا يجب أن تضرَّ بتحالفنا وتماسك أغلبيتنا". وقال العثماني إن حزبه الذي يقود الحكومة "يتحمل مسؤولية في التعبئة على الإصلاح من أجل سد الطريق على العدمية وعلى النزعات المغامرة والداعشية السياسية والمدنية التي تحاول أن تنفر الناس والعباد من العمل الحزبي السياسي"، مردفا: "نحنُ حريصون على مواصلة معركتنا ضد الفساد والاستبداد وفق مبدأ الانسجام الحكومي الذي يمثل شرطا أساسيا ليكون أداؤنا الحكومي متميزاً". ومقابل تأكيد رئيس الحكومة أن تحالف حزبه مع رفاق "حزب يعتة" لم يكن أبدا تحالفنا تقنيا وتدبيريا، وإنما تحالفا مبنيا على العمل المشترك بين الحزبين، والمواجهة المشتركة للتحكم والتصدي للنكوص، أورد العثماني أن حزبهُ "يمثل القوة السياسية الأولى في البلاد ويضطلعُ بدور مهم في عملية الإصلاح رغم تشويش الخصوم الذين يحاولون إفشال هذه التجربة". وفي السياق ذاته أكد العثماني أنه "لا إصلاح في البلاد إلا مع الملك الذي نوَّهَ بتجربتنا الحكومية"، وزاد: "لا يمكن أن نبخس ما تقوم به بلادنا من إصلاحات سياسية واقتصادية تستدعي العمل على بث الأمل في نفوس مواطنينا"، مضيفاً: "نحن في انتقال ديمقراطي مستمر والأحزاب المشاركة في الحكومة على وعي تام بمشاكل الناس وستعمل على تجاوزها". وثمن العثماني قرار الملك العفو عن بعض معتقلي حراك الريف، ومعتقلي السلفية، معتبرا أنه "يعزز نفس التفاؤل ويوفر المناخ المناسب للتصدي للصعوبات الحالية"، مشيرا إلى أنه "لازالت هناك آمال معقودة لمزيد من المبادرات التي من شأنها تصفية مختلف الملفات التي تثير المواطنات والمواطنين، والتي تعطي المثال على جدية المغرب بالالتزام بالديمقراطية وحقوق الإنسان".