في تطور مثير في ملف المركز الاجتماعي الجهوي دار الخير تيط مليل بالدارالبيضاء، توفي أمس ثلاثة أشخاص آخرين من نزلاء المركز، ليبلغ عدد الوفيات المسجلة وسط النزلاء 53 حالة منذ بداية العام الجاري، وهو ما دفع النشطاء الجمعويين المتابعين للملف إلى دق ناقوس الخطر، لحمل المسؤولين على أخذ موضوع هذه الوفيات المتتالية على محمل الجد. وأشار محمد الذهبي، عضو الهيئة المغربية لحقوق الإنسان، إلى تسجيل الهيئة وفاة ثلاثة من نزلاء المركز الخيري لتيط مليل مساء أمس الجمعة، وهو ما دفعها إلى الاتصال مجددا بالمسؤولين من أجل إنقاذ باقي النزلاء الذين يعانون من أمراض خطيرة، بعيدا عن أي رعاية طبية كافية. وأضاف الذهبي في تصريح لهسبريس: "يجب على المسؤولين في مدينة الدارالبيضاء إصدار أوامرهم من أجل نقل هؤلاء المرضى إلى مستشفيات متخصصة، ومتابعة حالتهم الصحية التي تدهورت نتيجة سوء التغذية، بل وانعدامها، وسوء التدبير الذي يصاحب هذه المؤسسة الاجتماعية، لوقف نزيف الوفيات؛ علما أن عدد الأشخاص الذين توفوا في عهد المتصرف القضائي الحالي بلغ 15 من أصل 53 وفاة سجلت هذا العام". وكان الوكيل العام لاستئنافية العاصمة الاقتصادية قرر فتح تحقيق قضائي في موضوع الخروقات التسييرية والإدارية والإنسانية التي تواجه المسؤولين الساهرين على تسيير هذا المركز. وتضمنت الوثائق الخاصة بهذا الملف المثير للجدل معطيات تصف الوضعية داخل هذه المؤسسة ب"المأساوية" و"غير القابلة للعيش الآدمي". وجاء في الشكاية التي تقدمت بها الهيئة المغربية لحقوق الإنسان أن "هذا المركز يضم فئات متعددة، منها المسنون والمتخلى عنهم من ذوي الاحتياجات الخاصة والمقعدون والمرضى نفسانيا والمرضى بأمراض خطيرة، والذين يعيشون مع بعضهم البعض في الأجنحة نفسها، دون مراعاة لأي معايير لفرزهم". وتؤكد الهيئة أن الوضع داخل المركز "جد متردّ، بل وكارثي"، موردة في الشكاية ذاتها: "أكدوا لنا أن هناك وفيات عديدة نتيجة الإهمال الطبي وسوء التغذية وانعدام النظافة؛ وأن هناك حالات استعجالية تستدعي التدخل لإنقاذها، وقد تنضاف إلى قائمة الموتى بسبب الإهمال إن لم يتم التدخل سريعا، إذ تم تسجيل إصابة شخص بحروق على مستوى الظهر، كما يعاني جروحا ظلت بدون تدخل طبي لأيام".