على خلفية الزيارة التفقدية التي قامت بها الوزيرة بسيمة الحقاوي، للمركب الاجتماعي "دار الخير" في تيط مليل، نواحي الدارالبيضاء، بعد تسريبات لصور وفيديوهات من قلب المركب، أول أمس الأربعاء، أكد المركز المغربي لحقوق الإنسان "أن الزيارات الرسمية، التي يقوم بها ممثلو السلطات العمومية الإقليمية أو حتى الزيارات التفقدية من لدن الوزارة الوصية، لا تعدو أن تكون زيارات خاطفة، يتم تزيين الممرات التي سيمر منها الكوكب الرسمي، دون أن يستطيع أحد الاطلاع على الوضع الحقيقي للخيرية، وهو ما يرقى إلى زيارات تعتيمية لذر الرماد في العيون". و أصدر المركز المغربي لحقوق الانسان تقريرا حول أوضاع خيرية تيط ملبل بالدارالبيضاء، على ضوء شكايات مسترسلة وتظلمات بعض نزلاء الخيرية، مؤكدا أن "نزلاء خيرية تيط مليل يعيشون أوضاعا لا إنسانية رهيبة، حيث يعاني غالبيتهم من أمراض وجروح وتقيحات، فيما يبقى بعضهم ملطخا بفضلاته لمدد طويلة، كما يعانون من سوء تغذية مزمن". وأشار القائمون على التقرير، الذي توصل "اليوم24" بنسخة منه، أن "بعض نزلاء خيرية تيط مليل يرغمون على التسول نهارا، كما يتم إجبارهم على جلب الأموال التي جمعوها، أو تعريضهم للضرب والحرمان من البقاء في الخيرية، إضافة إلى حرمانهم من الألبسة التي يتسلمها المكتب المسير للجمعية التي تدير خيرية تيط مليل من المحسنين، ولا يعرف م0لها، مما يدفع بعض النزلاء إلى الاحتجاج، الذي يقابل غالبا بالقمع والطرد من الخيرية". وأضاف المصدر ذاته،" أن حسابات ومالية الخيرية تعرف تسيبا خطيرا وغيابا شبه كلي للشفافية، في ظل غياب المراقبة والتدقيق المستمر في السجلات المحاسباتية، وكذا غياب التفقد العملي لأحوال الخيرية". إلى ذلك، طالب المركز المغربي لحقوق الانسان الجهات الحكومية الوصية بإجراء تدقيق وافتحاص شامل لوضعية خيرية تيط مليل، من الناحية الاجتماعية والإنسانية والإدارية والمالية، كما دعا بشكل استعجالي لإنقاذ النزلاء المرضى مما اعتباره " الموت المحقق داخل نزل خيرية تيط مليل". وطالب المصدر ذاته، "إعادة النظر في التنظيم والإدارة وشؤون تدبير خيرية تيط مليل بما يلائم متطلبات الحياة الكريمة لنزلائه". من جهتها، وجهت الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان نداء للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، لتنظيم زيارة مستعجلة إلى المركب الاجتماعي، "دار الخير" في الدارالبيضاء، من أجل الوقوف على الوضع الذي وصفته ب"الكارثي"، كما طالبت الهيئة أيضا رئيس النيابة العامة بفتح تحقيق مستعجل مع المسؤول عن المركب الاجتماعي ذاته. وأوضحت المنظمة الحقوقية، أن "النزلاء أكدوا لها أن الوضع داخل المركب جد متردي، وكارثي"، لافتة الانتباه إلى أن "النزلاء تحدثوا عن وفيات عديدة نتيجة الإهمال الطبي، وسوء التغذية وانعدام النظافة، وكذلك استعمال المخدرات "الحشيش" بين النزلاء والنزيلات، إضافة إلى وجود حالات الاتجار بالبشر والدعارة".