قضت الغرفة الجنحية للمحكمة الابتدائية عين السبع بالدارالبيضاء بشهر حبسا نافذا في حق نزيل من الجمعية الخيرية الإسلامية عين الشق، بعد أن أوقفته الشرطة نهاية الأسبوع الماضي، وهو يحوم قرب القصر الملكي بحي الأحباس حاملا معه ملفا ضخما يضم صورا ترصد أوضاع عيش عين نزلاء ولافتة كتبت عليها جملة تشير إلى مرور خمس سنوات على زيارة الملك للخيرية دون أن يعمل المسؤولون بالمدينة على حل مشاكل نزلائها. وقال محمد خليل، المحامي بهيئة الدارالبيضاء والرئيس السابق لرابطة قدماء دار الأطفال البيضاوية، إن المحكمة الابتدائية بالدارالبيضاء قضت في حق هشام الحسن، النزيل بخيرية عين الشق، بشهر حبسا نافذا بتهمة إهانة الضابطة القضائية، مشيرا إلى أن رجال الشرطة أوقفوا النزيل وهو يحاول ملاقاة الملك متلبسا بحيازة وثائق وصور ولافتة كتبت عليها جملة تستعطف ملك البلاد لإعادة فتح تحقيق حول المصير الذي آل إليه نزلاء المؤسسة. وحسب مصادرنا، فإن النزيل المعتقل جرى إيقافه زوال الجمعة الماضي قبل أن يحال على جلسة المحكمة يوم الاثنين الماضي بتهمة "إهانة الضابطة القضائية"، فيما تم الاحتفاظ من قبل الشرطة باللافتة والوثائق التي كان يحملها معه دون أن تتم إحالتها على النيابة العامة كمحجوز. ولفت أحد نزلاء خيرية عين الشق، في اتصال هاتفي صباح أول أمس الخميس مع "أخبار اليوم"، الانتباه إلى أن أوضاع النزلاء ازدادت سوءا، وأنها أصبحت أكثر هشاشة مما كانت عليه سنة 2005، عندما تفقد جلالة الملك أوضاع عيش نزلائها المتردية وطاف بين جنبات مرافقها النتنة، ليأمر بإصلاح أمور الأطفال اليتامى القاطنين بالملجأ ومعاقبة المتسببين في معاناة النزلاء. وأعرب هذا النزيل عن أمله في أن يقوم الملك بزيارة أخرى للمؤسسة ليطلع على الأوضاع الكارثية بهذه المؤسسة التي لا تبعد كثيرا عن منطقة "المصلى" حيث سيؤدي الملك محمد السادس اليوم صلاة الجمعة. وأوضح النزيل المتحدث أن جمعية تطلق على نفسها "جمعية النور" قامت خلال بداية السنة الدراسية الماضية بترحيل الأطفال الصغار نحو معتقل بمنطقة الحي الحسني قبل أن يفروا منه ويعيشوا كمشردين في الشوارع أو في المركز الخيري بتيط مليل. وأشار المصدر ذاته إلى أن أوضاع عيش النزلاء ازدادت سوءا بعد الزيارة الملكية لمؤسستهم قبل 5 سنوات خلت، ليضيف قائلا:" نتمنى من جلالة الملك أن يعرج على بناية الخيرية بعد أدائه صلاة الجمعة في مسجد "المصلى" القريب من المؤسسة ليطلع بشكل شخصي على أوضاعنا". وأضاف، بصوت متهدج، قائلا:"حسبنا الله ونعم الوكيل".