قضت الغرفة الجنحية التلبسية بالمحكمة الابتدائية بمراكش، نهاية الأسبوع الماضي، بعشرة أشهر حبسا نافذا في حق خياط من مواليد 1982 بأيت أورير، بعد متابعته، في حالة اعتقال، بتهمة محاولة هتك عرض قاصر في حمام شعبي.وكانت عناصر الشرطة بالدائرة الأمنية السادسة، التابعة لولاية أمن مراكش، أوقفت المتهم، الموجود رهن الاعتقال بسجن بولمهارز، متلبسا بمحاولة هتك عرض القاصر عبد العزيز، بحمام شعبي بحي النخيل، التابع لمقاطعة سيدي يوسف بن علي، ليجري اقتياده إلى مخفر الشرطة، وإخضاعه لإجراءات التحقيق قبل إحالته على فرقة الأخلاق العامة بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية بجامع الفنا، لتعميق البحت معه في ظروف وملابسات القضية، بناء على تعليمات وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بمراكش. وتعود وقائع القضية، التي أثارت ردود أفعال متباينة في أوساط سكان الحي المذكور، إلى نهاية شهر يناير الماضي، عندما توجه القاصر عبدالعزيز رفقة والده إلى حمام الشهداء بحي النخيل، الذي اعتاد التردد عليه مرة في الأسبوع، وبعد مرور بعض الوقت فضل الضحية بعد استئذان والده الخروج إلى بهو الحمام لأخذ قسط من الراحة . فوجئ الضحية بنظرات خاطفة للمتهم، المدعو عبد المنعم، الذي أثارت انتباهه حركات عبد العزيز فظل يتابعه بنظراته، ثم بدأت تراوده فكرة الاختلاء به وممارسة الجنس عليه، فاقترب منه وأمسكه من يده بعد التغرير به، وتوجها نحو المرحاض الموجود بمدخل الحمام، وشرع يمارس عليه شذوذه من أجل إشباع رغبته الجنسية. فطن والد الضحية عبد العزيز أثناء استحمامه داخل الحمام بابنه القاصر غير موجود بالقرب منه، فخرج إلى المكان المخصص للاستراحة للبحث عنه فلم يعثر عليه، ما أثار شكوكه، وبدأ ينادي على ابنه بصوت عال، ما أربك المتهم الذي أقدم على إغلاق فم الضحية خوفا من الفضيحة والتجاوب مع أبيه من داخل المرحاض، وعند شعوره بمغادرة والد الطفل القاصر مكان الاستراحة فتح باب المرحاض، وأفرج عن الضحية، الذي توجه مهرولا نحو أبيه وأخبره بتفاصيل محاولة هتك عرضه، في حين، حاول المتهم الفرار ومغادرة الحمام، لكنه حوصر من طرف والد الضحية، الذي أمر حارس أمتعة زبناء الحمام بإخبار عناصر الشرطة بالدائرة الأمنية السادسة بحي سيدي يوسف بن علي، التي انتقلت إلى عين المكان وباشرت تحرياتها الأولية بالاستماع إلى العاملين بالحمام المذكور، ثم أوقفت المتهم واقتادته إلى مخفر الشرطة لإخضاعه لتدابير الحراسة النظرية. وأتناء الاستماع إلى المتهم في محضر قانوني، اعترف، في معرض تصريحاته الأولية، أمام الضابطة القضائية، بمحاولة هتك عرض القاصر عبد العزيز، إلا أنه لم يتمكن من تحقيق رغبته الجنسية بسبب تدخل والده، قبل أن يشير في تصريحاته، التي تمسك بها أمام القاضي أثناء محاكمته، بأنه سبق أن سقط أرضا على رأسه، وأصيب بخلل عقلي، ليجري إخضاعه للعلاج بمستشفى الأمراض العقلية بمرشيش، جعله يستعيد نشاطه العقلي، إلا أنه أصبح يصاب بين الفينة والأخرى بنوبة عقلية، تستوجب أخذ الأدوية، التي حددها له الطبيب المعالج في الوصفات الطبية. وكانت الغرفة الجنحية نفسها، قضت في وقت سابق بأربع سنوات حبسا نافدا في حق حارس مرحاض عمومي بحي السلام، المعروف ب "الملاح" بعد إدانته بتهمة هتك عرض ثلاث فتيات قاصرات لا تتجاوز أعمارهن 13 سنة، بالمرحاض المذكور، الواحدة تلو الأخرى، مرة من جهازهن التناسلي ومرة من دبرهن إلى أن قضى وطره.