تنظر الغرفة الجنحية التلبسية بالمحكمة الابتدائية في مراكش، اليوم الجمعة، في قضية فرنسي في نهاية عقده الخامس، متابع في حالة اعتقال بتهمة "الشذوذ الجنسي وهتك عرض قاصر دون عنف وحيازة صور إباحية"، بعد إنهاء التحقيقات الأولية، التي باشرها معه قاضي التحقيق بمكتبه بالمحكمة ذاتها. وسبق لعناصر الشرطة القضائية، بتنسيق مع عناصر الاستعلامات العامة التابعة لولاية أمن مراكش، أن اعتقلت المتهم الفرنسي بعد ضبطه متلبسا بممارسة شذوذه مع طفل قاصر يدعى أحمد (ب)، من مواليد 1993، بحي الموقف بالمدينة العتيقة، الذي انقطع عن دراسته في مرحلته الابتدائية، أثناء مداهمة الشقة التي كان يستغلها على وجه الكراء بشارع مولاي رشيد بحي جيليز. وجري خلال المداهمة حجز بعض المعدات الإلكترونية، من ضمنها جهاز حاسوب يحتوي على صور خليعة، واقتيد المتهم إلى مخفر الشرطة القضائية بجامع الفناء لتعميق البحث معه، بتعليمات من وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بمراكش. وكان المتهم الفرنسي، الذي يقيم بمدينة مراكش، ويشغل منصب مسير شركة تجارية بالمدينة، موضوع تحريات سرية ومراقبة أمنية من طرف عناصر الشرطة القضائية، التي توصلت من خلال تحرياتها الأولية إلى أن شقة يستغلها أحد الأجانب بحي جيليز يتردد عليها شباب قاصرون، يجري استدراجهم من طرف وسطاء مغاربة، يعملون مع المتهم الفرنسي، لممارسة شذوذه الجنسي وتفريغ نزواته الجنسية، مقابل مبالغ مالية متفاوتة. وكشفت التحقيقات التفصيلية، التي باشرها قاضي التحقيق مع المتهم الفرنسي، الذي يوجد رهن الاعتقال الاحتياطي بسجن بولمهارز، أنه شاذ جنسيا ويمارس شذوذه الجنسي منذ مدة طويلة مع فئات مختلفة، من الشباب جلهم قاصرون، إضافة إلى العلاقة الجنسية التي تربطه مع الطفل القاصر الذي ضبط متلبسا معه في إحدى الغرف بالشقة المذكورة بممارسة الجنس، مستغلا وضعيته المادية والاجتماعية مقابل مبالغ مالية متفاوتة. وفي سياق متصل، أحالت عناصر الدرك الملكي بأيت أورير، ضواحي مدينة مراكش، نهاية الأسبوع الماضي، فرنسيا آخر في عقده الخامس، على وكيل الملك بالمحكمة نفسها، متهما باستغلال تلاميذ قاصرين يدرسون في مؤسسة تعليمية، جنسيا، بعد استدراجهم إلى منزله الذي يقيم فيه في المنطقة المذكورة. وقرر وكيل الملك إحالة المتهم الفرنسي، الموجود رهن الاعتقال الاحتياطي، على قاضي التحقيق، لمباشرة التحقيقات الأولية معه في ظروف وملابسات القضية، بعد الشكاية التي تقدم بها مدير المؤسسة التعليمية المذكورة، ضد المتهم الفرنسي، إلى عناصر الدرك الملكي بعد تعرض ثلاثة تلاميذ، تتراوح أعمارهم مابين 8 و10 سنوات، يدرسون بالمؤسسة، لاعتداءات جنسية من طرف المتهم الفرنسي. وكان عدد من التلاميذ بمدرسة ابتدائية بأيت أورير تعرضوا لاعتداءات جنسية متكررة من قبل المتهم الفرنسي المقيم برياض قريب من المدرسة. وأفاد مصدر مطلع من عين المكان أن المتهم الفرنسي كان يستغل براءة الأطفال أثناء توجههم للمدرسة ويغريهم بالمال، قبل أن ينقلهم إلى مقر إقامته، ثم يمارس الجنس عليهم ويقوم بتصويرهم. وسبق لمدينة مراكش أن شهدت العديد من الفضائح، التي عاش على إيقاعها الشارع المراكشي، كفضيحة الفرنسيين، الذين ضبطوا متلبسين بممارسة شذوذهم الجنسي على ثلاثة شباب مغاربة، وفضيحة مدير الأوبيرا بالعاصمة الفرنسية باريس، الذي ضبط متلبسا بممارسة شذوذه الجنسي مع طفل قاصر بشقة يملكها بحي جيليز، ما خلف آثارا سلبية في أوساط المجتمع المراكشي، الذي أصبح يراوده القلق والخوف من التفشي السريع لظاهرة استغلال الأطفال جنسيا، مخافة أن تصبح دافعا مغريا لاستقطاب السياح الشواذ جنسيا تجاه الأطفال، وما يمكن أن ينجم على ذلك من أضرار وسلبيات.