لازال أزيد من 400 تلميذ وتلميذة، ينحدرون من مشيخة أوسيكيس بجماعة أمسمرير، التابعة لإقليم تنغير، لم يلتحقوا بفصولهم الدراسية بإعدادية يوسف بن تاشفين، بسبب مشاكل تتعلق بالنقل المدرسي، ما جعلهم يطالبون بضرورة بناء ملحقة إعدادية بأوسيكيس لتخفيف الضغط عن المؤسسة المذكورة. وجاء رفض التلاميذ ال 400 الالتحاق بفصولهم الدراسية، حسب جمعيات محلية، نتيجة المشاكل التي يتخبط فيها النقل المدرسي بداية كل موسم دراسي على مستوى التسيير والتدبير، بالإضافة إلى أن الثانوية الإعدادية الواقعة بمركز أمسمرير تبعد بحوالي تسع كيلومترات عن منطقة أوسيكيس، التي تضم أكبر نسبة من التلاميذ الذين يتابعون دراستهم بمركز أمسمرير. لحسن مادوش، رئيس جمعية آباء وأولياء تلاميذ مجموعة مدارس أوسيكيس، أكد أن الميزانية المرصودة للنقل المدرسي المخصص لنقل تلاميذ أوسيكيس إلى مركز أمسرير مكلفة جدا، موضحا أن الحل الوحيد من أجل تفادي تكرار السيناريو نفسه بداية كل موسم دراسي هو بناء ملحقة لفائدة تلاميذ المستوى الإعدادي بأوسيكيس. وذكر المتحدث ذاته، في اتصال هاتفي بهسبريس، أن النقل المدرسي بأوسيكيس يؤمن تنقل أزيد من 400 تلميذ وتلميذة إلى الثانوية الإعدادية بمركز أمسمرير، موضحا أن بناء نواة ثانوية إعدادية بأوسيكيس سيمكن من حل المشكل وتخفيف التكلفة المالية. وتعليقا على الموضوع نفسه قال نبارك أمرو، رئيس جمعية تيرسال للأسرة والتضامن والتنمية المستدامة، وهي من الجمعيات النشيطة المهتمة بالشأن التربوي بالمنطقة، إن "هذه الأزمة التي تتخبط فيها المنطقة كل موسم دراسي تتطلب تدخل مختلف الشركاء بشكل جدي لوضع حد للارتجالية التي تعيق تدبير مستقبل آلاف من تلاميذ اليوم وأطر المستقبل، وذلك عبر تفعيل الدراسات التوقعية التي تشتغل عليها مصالح التخطيط لدى جميع القطاعات، وكذلك المندوبية السامية للتخطيط التي تقدم معطيات دقيقة من شأنها الإجابة على مختلف التساؤلات المطروحة". ومن هذا المنطلق، يضيف أمرو أن "قرية أوسيكيس التي تضم مشيختين ترسل بشكل يومي على متن نحو 10 حافلات مهترئة أزيد من 400 تلميذ لمتابعة الدراسة بمركز أمسمرير، وهو ما يبرر استعجالية إحداث ثانوية إعدادية". زايد بين يدير، المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بتنغير، أورد أن المديرية الإقليمية مستعدة لدراسة إمكانية برمجة بناء القسم الداخلي بثانوية يوسف بن تاشفين من أجل تلاميذ منطقة أوسيكيس، موضحا أن خريطة التعليم وتوجه الدولة يسيران نحو تجميع المؤسسات التعليمية في مكان واحد وليس التشتيت. وأكد المسؤول ذاته أن المديرية الإقليمية ستعمل على عقد لقاء للتنسيق مع جمعيات النقل المدرسي وجمعيات الآباء من أجل حل المشكل وحث التلاميذ على الالتحاق بفصول الدراسة، مبرزا أن جميع المشاكل يمكن حلها بالحوار؛ كما طالب المجلس الجهوي والإقليمي بضرورة أخذ مقترحات المديرية بعين الاعتبار خلال توزيع أسطول النقل المدرسي، لتمكين جميع التلاميذ من الالتحاق بفصولهم الدراسية، خصوصا التلاميذ القاطنون على بعد كيلومترات عن مركز أمسرير.