واصلت تجارة تسويق لحوم الذبيحة السرية وعجين العظام المستورد من الخارج، الذي يستعمل في إعداد اللحوم المفرومة، انتعاشها في أسواق مدينة الدارالبيضاء. وانتشر استعمال هذه المنتجات، التي لا تخضع لمراقبة صحية صارمة من طرف السلطات المختصة، في الأحياء الشعبية وبين تجار الوجبات الشعبية السريعة، ولدى محلات الجزارة المجهزة بالمشاوي التقليدية. ويؤكد المهنيون أن شبكات تسويق لحوم الأسواق والذبيحة السرية تتحكم في أزيد من 70% من سوق اللحوم بمدينة الدارالبيضاء، بعدما كانت هذه النسبة تقارب 60 في المائة قبل شهور قليلة. وقال عبد العالي رامو، رئيس الجامعة الوطنية لبائعي اللحوم بالجملة، إن شبكات لحوم الذبيحة السرية ولحوم الأسواق قد بسطت سيطرتها بشكل كلي على المدن الكبرى والمتوسطة، وعلى رأسها مدينة الدارالبيضاء. ويؤكد المهنيون أن نسبة كبيرة من اللحوم الحمراء الموجهة للاستهلاك المحلي في الدارالبيضاء تؤمنها الأسواق غير المراقبة أثناء النقل والذبيحة السرية، من بينها منطقة الزاوية بدرب غلف الشهيرة بالذبيحة السرية، إلى جانب الأسواق المتواجدة بكل من مديونة تيط مليل والسوالم ومناطق أخرى، مع العلم أن لحوم الأسواق يمنع قانونيا تسويقها في المدار الحضري لمدينة الدارالبيضاء، وفق ما يؤكده العاملون في القطاع. استهلاك المغاربة من اللحوم ارتفع إلى ما يزيد عن 15 كيلوغراما للفرد، ويتوقع أن يصل إلى 18 كيلوغراما سنة 2020. وهذا ما سيواكبه ارتفاع في الطاقة الإنتاجية لقطاع إنتاج اللحوم الطبيعية وأنشطة تحويلها في وحدات متطورة. ويبلغ استهلاك اللحوم الحمراء في الدارالبيضاء أزيد من 100 ألف طن سنويا؛ ما يعني أن أزيد من 73 ألف طن من اللحوم المستهلكة في العاصمة الاقتصادية تأتي من تهريب لحوم الأسواق، وأساسا من سوق تيط مليل ومديونة وبوسكورة وطماريس وحد السوالم واللويزية بضواحي المحمدية، وبرشيد. أما لحوم الذبيحة السرية، فتأتي من منطقة الزاوية بدرب غلف والحي الحسني والحي المحمدي والبرنوصي.