اتسعت، خلال الأسابيع القليلة الماضية، دائرة نشاط بائعي لحوم الذبيحة السرية بالجملة في منطقة الزاوية بدرب غلف في مدينة الدارالبيضاء؛ وهو ما أسهم في ترويج لحوم بأسعار تقل عن 62 درهما للكيلوغرام الواحد. وقال مهنيون إن هذه اللحوم، التي يجري ترويجها على نطاق واسع في محلات الجزارة بالأحياء الشعبية في درب السلطان والحي الحسني والحي المحمدي، تشكل خطرا حقيقيا على صحة المستهلكين البيضاويين الذين يقبلون على استهلاكها بسبب أسعارها المتدنية مقارنة مع أسعار اللحوم الواردة من المجازر الحضرية للدار البيضاء. ويبلغ استهلاك اللحوم الحمراء في الدارالبيضاء أزيد من 100 ألف طن سنويا، وفق ما يؤكده المهنيون، الذين يقولون إن 60 في المائة من الاستهلاك المحلي في الدارالبيضاء من اللحوم الحمراء تؤمنه الأسواق غير المراقبة أثناء النقل والذبيحة السرية، مع العلم أن لحوم الأسواق يمنع قانونيا تسويقها في المدار الحضري لمدينة الدارالبيضاء. وتأتي 73 ألف طن من اللحوم المستهلكة في العاصمة الاقتصادية من تهريب لحوم الأسواق؛ وهي تأتي أساسا من سوق تيط مليل ومديونة وبوسكورة وطماريس وحد السوالم واللويزية بضواحي المحمدية وبرشيد؛ أما لحوم الذبيحة السرية فتأتي من منطقة الزاوية بدرب غلف والحي الحسني والحي المحمدي والبرنوصي. ويقول الجزارون بالعاصمة الاقتصادية إنهم يعانون من ظاهرة الذبيحة السرية والتي باتت منتشرة بشكل كبير في عدة أحياء، خاصة بالمعاريف وأنفا والتي تعد نقطا سوداء على الصعيد الوطني. يشار إلى أن استهلاك المغاربة من اللحوم ارتفع إلى ما يزيد عن 15 كيلوغراما للفرد، ويتوقع أن يصل إلى 18 كيلوغراما سنة 2020؛ وهذا ما سيواكبه ارتفاع في الطاقة الإنتاجية لقطاع إنتاج اللحوم الطبيعية وأنشطة تحويلها في وحدات متطورة.