فشلت فرق الشرطة الإدارية التابعة لمجلس مدينة الدارالبيضاء في محاصرة النشاط المتزايد لشبكات تسويق لحوم الذبيحة السرية في محلات الجزارة المتمركزة وسط المدينة وفي الأحياء الشعبية. وحذرت مصادر مهنية من التأثير السلبي المباشر لتوسع دائرة نشاط شبكات تسويق اللحوم غير المراقبة والذبيحة السرية، التي استطاعت السيطرة على حصة الأسد داخل المدار الحضري للدار البيضاء. وقال عبد العالي رامو، رئيس الجامعة الوطنية لبائعي اللحوم بالجملة، إن إنتاج المجازر الحضرية للدار البيضاء قد تراجع من 28.5 ألف طن إلى 21 ألف طن في السنة، نتيجة تزايد إنتاج لحوم الأسواق بكل من تيط مليل ومديونة وحد السوالم. كما ربط رئيس الجامعة الوطنية لبائعي اللحوم بالجملة هذا التراجع المسجل على صعيد إنتاج المجازر الحضرية للدار البيضاء بتنامي نشاط شبكات ترويح لحوم الذبيحة السرية انطلاقا من مراكز درب غلف، والألفة، والشلالات بالمحمدية. ويؤكد المهنيون أن هذه اللحوم، التي يجري ترويجها على نطاق واسع في محلات الجزارة بالأحياء الشعبية في درب السلطان والحي الحسني والحي المحمدي، تشكل خطرا حقيقيا على صحة المستهلكين البيضاويين الذين يقبلون على استهلاكها بسبب أسعارها المتدنية مقارنة مع أسعار اللحوم الواردة من المجازر الحضرية للدار البيضاء. ويبلغ استهلاك اللحوم الحمراء في الدارالبيضاء أزيد من 100 ألف طن سنويا، وفق ما يؤكده المهنيون، الذين يقولون إن 60 في المائة من الاستهلاك المحلي في الدارالبيضاء من اللحوم الحمراء تؤمنه الأسواق غير المراقبة أثناء النقل والذبيحة السرية، مع العلم أن لحوم الأسواق يمنع قانونيا تسويقها في المدار الحضري لمدينة الدارالبيضاء. وتأتي 73 ألف طن من اللحوم المستهلكة في العاصمة الاقتصادية من تهريب لحوم الأسواق، وأساسا أسواق تيط مليل ومديونة وبوسكورة وطماريس وحد السوالم واللويزية بضواحي المحمدية وبرشيد. أما لحوم الذبيحة السرية، فتأتي من منطقة الزاوية بدرب غلف والحي الحسني والحي المحمدي والبرنوصي.