تسبب إغلاق أبواب مجازر المحمدية قرابة أربعة أيام بمناسبة عيد الفطر، في نقص كبير في العرض من هذه المادة، ما أثر سلبا على الحركية التجارية بمحلات الجزارة، إلى جانب تضرر الأسر من غياب أطباق اللحوم الحمراء عن موائدها. وصرح رضوان الزويتني، الكاتب العام للنقابة الوطنية للتجار والمهنيين فرع مكتب مجازر بلدية المحمدية ل المغربية"، أن قطاع اللحوم الحمراء الذي يمثل مجالا حيويا، باعتبار ارتباطه بالاستهلاك اليومي، لا يجب أن يرتكز في تدبيره على عشوائية القرارات، مشيرا إلى أن إغلاق أبواب مجازر المحمدية من الثلاثاء إلى السبت من الأسبوع الماضي، لم يحظ باستشارة مهنيي هذا المرفق، الذين يحرصون على مطالبتهم بمساءلة الجهات المعنية بإصدار قرار الإغلاق المشار إليه. وأضاف المصدر، أن أضرار هذا الإجراء مست أصحاب محلات الجزارة بالتقسيط، وكذا الزبناء، الذين احتج معظمهم على اختفاء اللحوم الحمراء. وأفاد الزويتني، أن مجازر المحمدية توفر أيام الذبح وهي الثلاثاء والخميس والسبت، مائة رأس تقريبا من الذبائح، خلال كل يوم. وارتباطا بهذا الموضوع، يرى متتبعون أن وتيرة إنتاج المجازر عموما بالدارالبيضاء، تراجعت في الآونة الأخيرة، نتيجة انتشار ظاهرة الذبيحة السرية بشكل لافت، موضحين أن من بين أسباب غزو هذا النوع من الذبيحة غير القانوني ولا الصحي، تراجع حضور دورية مراقبة الذبيحة السرية واللحوم المهربة، بفعل نشاط لوبيات الذبيحة السرية قبيل رمضان، إذ عمدت إلى شن حملة تحريض للجزارين ضد هذه الدورية، ومنعها بالقوة من حجز اللحوم كما وقع، أخيرا، بعمالة مولاي رشيد. وأوضح فاعل في مجال نقل اللحوم قائلا إن"مهنيي نقل اللحوم والسقط راسلوا المكتب الوطني للسلامة الصحية، بغية متابعة المتورطين في الذبيحة السرية، وجرى إخبارهم باتخاذ ما يلزم من الإجراءات لوقف هذه التلاعبات". وأشار الكاتب العام لقطاع نقل اللحوم بمجازر الدارالبيضاء، جمال فرحان في تصريح ل "المغربية"، إلى أن لوبيات الذبيحة السرية تروج أن مجازر الدارالبيضاء غير قادرة على تلبية حاجيات المدينة، بينما تعتبر من أكبر وأحدث المجازر بالمغرب وإفريقيا. وأمام امتداد رقعة الذبيحة السرية، التي أصبحت تمثل ما بين 50 و60 في المائدة من اللحوم الرائجة بالدارالبيضاء، إضافة إلى اللحوم المهربة، يرى فرحان أن أقرب السبل للتغلب على هذه الظاهرة هي تطبيق القانون ضد اللوبيات المتحكمة في شبكاتها، وإغلاق المحلات، التي تمارس فيها الذبيحة السرية عوض الاكتفاء بحجز اللحوم، مشيرا إلى أن أضرار الذبيحة السرية تؤثر كثيرا على مهنيي قطاع اللحوم الحمراء، خاصة مهنيي نقل اللحوم، إلى جانب الشركة المسيرة للمجازر، وعلى مداخيل مجلس المدينة، والضرائب. ودعا الكاتب العام لقطاع نقل اللحوم إلى تشديد المراقبة على الأسواق الأسبوعية، كسوق تيط مليل، وخمبس مديونة، واللويزية، وحد السوالم، مع تحديد عدد الذبائح، ومنع الذبيحة بالأسواق، باستثناء يوم واحد في الأسبوع. ولا ينتج المغرب من اللحوم الحمراء سوى 17 ألفا و490 طنا، في وقت يرتفع حجم الاستهلاك إلى أكثر من ذلك. ويرجع السبب في عدم بلوغ التوازن بين الإنتاج والاستهلاك، إلى اعتماد أساليب تقليدية في تربية الأبقار والمواشي، زيادة على تأثر القطيع بتوالي سنوات الجفاف. ويطمح المخطط الفلاحي، المعروف باسم "المخطط الأخضر" إلى رفع الإنتاج إلى 20 ألفا و770 طنا، من اللحوم الحمراء، في السنوات العشر المقبلة، بارتفاع يبلغ 20 في المائة. وجرى توقيع اتفاقية مع المهنيين لزيادة الإنتاج بهدف بلوغ 450 ألف طن في سنة 2014، ورفع حجم الاستهلاك الفردي للحوم الحمراء في المغرب من 11.7 كيلوغرام حاليا إلى 13.4 كيلوغرام في 2014. وتبلغ موازنة البرنامج المتعلق بهذه الاتفاقية 10 ملايير درهم تساهم فيها الدولة بمبلغ 850 مليون درهم.